ينتمي الفيلسوف والمفكّر جان-فرانسوا ليوتار إلى عهد رغب مفكّروه في مراجعة كلّ المكتسبات الفكرية والسياسية التي تحوّلت بفعل الزمن إلى قوانين ادَّعت امتلاكها للحقيقة ومن ثم للسلطة.وأنتجت نهاية هذه الخطابات الإطلاقية لحظة جديدة في تاريخ الفكر الغربي، حيث انهدمت كلّ فلسفات التاريخ التي تعتقد أنه بالإمكان التنبؤ بمستقبل الإنسانية وتحديد مصيرها. سمِّيت هذه اللحظة بمابعدالحداثة، ويعرّفها ليوتار بكونها"الحالة التي تعرفها الثقافة بعد التحولات التي شهدتها قواعد ألعاب اللغة الخاصة بالعلم والأدب والفنون منذ نهاية القرن التاسع عشر".