لا ينتمي هذا الكتاب ــــ كلياً ـــــ إلى فئة الأبحاث الخاصة بتنمية الذات وبصقل مهاراتها في التواصل، بقدر ما ينتمي إلى الأبحاث الهادفة إلى حل مشكلة الذات نفسها مع الحياة ومع طبيعتها المتقلبة، واللامنطقية، واللاعقلانية، التي تعيق تحقيق أهدافنا الأساسية في العيش باستقرار وأمان دائمين.
ماذا يعلِّمنا هذا الكتاب؟
إنَّه يمنحنا نظَّارة شفافة لرؤية طبيعة العالم والكون من حولنا على حقيقتها! فلا ثبات ولا استقرار ولا أمان في كل ما يحيط بنا من صدمات وخيبات أمل وبواعث قلق... لذا، وإذا كانت تلك هي طبيعة الحياة؛ فلنتعلَّم من خلال هذا الكتاب سُبل التأقلم مع هذه الطبيعة العامة للكون وللوجود، فلا نعيرهما بالاً ولا اهتماماً، ولنتوقَّف عن القلق بشأن مصيرنا ووجودنا. ما علينا تغييره في أنفسنا هو ترك القلق والاهتمام جانباً، والسماح لتيار الحياة بالتدفق على سجيَّته؛ وسنرى النتائج المُبهرة من وراء هذه (اللامبالاة).