تبقى إشكالية بُعد الفلسفة عن الواقعية الحياتية, من جهة (تعالي) تلك النظريات التجريدية, كالعلة والمعلول, والوحدة والكثرة, والقوة والفعل, والعقل والمعقول, وعدم قدرتها على بناء أو إعادة صياغة الحياة للطبيعة والإنسان.
لذلك تدرك حجم التفاوت بين تلك الفلسفات الماركسية والديكارتية, التي خرجت من تحت أفق التجريديات المحضة, لتحكي واقع الإنسان ومقدار علاقته بما حوله, خلافاً للفلسفة النظرية التي بقيت محكومة للواقع النفس الأمري.
ترجع تلك الإشكالية إلى الخلط بين مجالين من الفلسفة, أحدهما: النظرية ذات الطابع العام الذي يبحث عن الأشياء من جهة "عما هو كائن" وثانيها: العملية ذات الطابع الفعلي الذي يبحث عن الأفعال من جهة "ماينبغي وما لا ينبغي", وثمة تباين بين المقولتين.