أطفال حول الرسول
51.75 ر.س
المؤلف : شعبان منير
عدد الصفحات : 132 صفحة
"إن الأطفال هم بهجةُ الحياة وزينتُها، وجمالُها وفتنتها، وهم تلك البراعم الناضرة التي تطل على الحياة لتعلن استمرارها، والزهرات المتفتحة التي تستقبل الوجود لتشِيع فيه الأمل والسعادة والحبور، فهم جيل الغد، وأمل الأمة، وعُدّةُ المستقبل وعماد النهضة؛ ولذلك كانوا محط اهتمام المربّين، وموضع عناية الموجهين والمصلحين.وقد اختلف المفكرون قديماً وحديثاً في طبيعة الطفل ونفسيته؛ فذهب بعضهم إلى أنه خيِّرٌ بطبعه، بريء بفطرته، بعيد عن كل نزعة شريرة، أو ميل عدواني، فهو مَضربُ المثل في البراءة والسذاجة والطيبة، ولذلك قال شاعرهم: (وَبَرَاءَةُ الأَطْفَالِ فِي عَيْنَيْهِ)...ولقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجًا نبويًّا خالدًا مؤسّسًا لأساليب التربية الصحيحة للفرد، ابتداءً من مرحلة الطفولة المبكرة، ومرورًا بمرحلة الشباب، وانتهاء بمرحلة الكهولة. وقد صنف جمع غفير من المؤرخين والتربويين المصنفات العديدة لسرد سيرته العطرة وأساليبه الفذة في تربية الفرد المسلم مع الرجال والنساء، ومسالكه الحسنة في التعامل مع النفس البشرية. وأغفلوا إلى حد ما التركيز على نهجه القويم في تقويم اعوجاج الفرد منذ الطفولة، والسُّنَّة زاخرة بمواقف شتى تشهد بعظمة الرسول الأب الحاني والمرَبِّي الباني للشخصية الإسلامية الفذة، وتؤسِّس لمنهج تربوي عميق ومبسط ينبغي اتخاذه مرجعًا أوليًّا لأساليب تربية
وقد برزت في الآونة الأخيرة معضلات سلوكية في أبنائنا أعيت المربين، وأعجزت الوالدين في إصلاح فسادها أحيانًا صار لزامًا علينا العود على بدء، واستلهام الحلول الناجعة لهذه المعضلات من المدرسة النبوية الربانية، مدرسة محمد- صلى الله عليه وسلم- ولا مانع من الأخذ من هذه النظريات والتجارب الإنسانية ما يتوافق مع ما جاء عن هذه المدرسة المعصومة. وليس لأحدٍ ادّعاء أنها أساليب بالية لا تصلح لأبناء هذا الزمن، فالنفس البشرية قد بلغت مرحلة من الثبات النسبي بحيث يسهل معه تعميم الكثير من الأساسيات التربوية النبوية، ووضع قواعد سلوكية من منطلقها صالحة للتطبيق والقياس في كل بيئة، ويؤكد هذا خاتمية الرسالة، وجعلها حاكمة على البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها."
مكتبة بوك تشينو - نستهدف الفئة التي لم تجرب متعة القراءة بعد