إنّ الفلسفة تحاول في الواقع أن تستنبط نشاطات إنسانية معيّنة: تلك التي يمكن أن تكون لها أو هي لها قيمة كونية. أتصوّر أنّ هذا هو الأمر- حتى عندما تكون فلسفاتٍ نقدية أو ريبيّة، فهي ريبية بالنظر إلى هذه المسألة. يعني أنّها تستطيع أن تستنتج أنّ المرء لن يبلغ إلى الإجابة عن المسألة، ومع ذلك هي تبقى مسألتها أيضا. على سبيل المثال، يقول الريبيّ إنّنا لا نستطيع أن نعرف الحقيقة، ولكنّ ذلك لأنّه، في واقع الأمر، يهتمّ بالحقيقة. وبالتالي فإنّ مسألته هي الحقيقة، ومن ثمّ فإنّ مأساته الوجودية هي أنّه لا يستطيع أن يعرفها، ولكنّ ذلك يبقى خيارا فلسفيّا. إنّ الفلسفة في جملتها، هي هذا. إنّها نوع من المحطّة المركزية التي تهتمّ بكلّ ما يمكن، في النشاط الإنساني، في الفكر الإنساني، وفي الإبداع الإنساني، أن تكون له قيمة قابلة للنقل، قيمة كونية، بما في ذلك الفلسفات التي استنتجت أنّه أمر مستحيل أو أنّه صعب. فهي أيضا جزء من الفلسفة لأنّها تشهد على نفس المسألة. إنّه على هذا النحو أنا أنظر إلى الفلسفة.