ظلت سيرة كريستوف كولومبوس وشخصيته محل نقاش وبحني وتنقيب، ليس فقط في أوروبا بل في جميع الأوساط المعرفية والثقافية والحضارية في العالم. ومع ذلك، مازالت لهذه الشخصية ألغازها ومازالت الأسئلة الحارقة تؤرق الباحثين والدارسين
وتملأ رفوف جميع المكتبات في العالم ولعل هذا الكتاب الذي بين أيدينا، من بين أهم الكتب التي أحدثت ثورة فكرية في الآونة الأخيرة، ليس في الأوساط الأكاديمية فحسب بل في عقول القراء المهتمين بأميرال المحيط وبتاريخه الذي كتبت عنه آلاف الكتب.
ولعل أهم كتاب أعاد الاشتغال على موروث هيرناندو وعلاقته بوالده كولومبوس هو كتاب "مكتبة كولومبوس الضائعة"، حيث اشتغل إدوارد ولسون لي على شخصيتين رئيسيتين، أو ربما يمكننا القول إنه اشتغل على موروث كولومبوس العام انطلاقا من
عائلته ومحيطه. ولنكون أكثر دقة، اشتغل الباحث على شخصيتين أساسيتين في شخصية هيرناندو كولون - الذي سوف يأخذ القسط الأكبر من الكتاب. ووالدة کریستوف كولومبوس. فالأول كان مدخلا للحديث عن الثاني، فكان مؤرخا لرحلات والده ومصدرا لحقائق مهمة تكشف لأول مرة عن الرحالة الذي جاب البحار وكان الفاتحة الأولى لبروز مفاهیم کالعالم الجديد والاستعمار والتوسع