إنَّ مِن أكرمِ الأصحاب الذين خصَّهُم المولى سبحانه بخدمة خير خلقه ﷺ، والإيمانِ به ونصرتِه.. عمَّهُ سيدنا حمزة، وأخاه من الرضاعة الجامع لشرف الأسبقيَّة والقرابة وشرفَ الصُّحبة، إنه سيِّد الشهداء، وأسد الله وأسد رسوله، وإنَّه لَشرفٌ عظيمٌ، وفضلٌ جسيمٌ؛ أن ينهض أحد الموفَّقين لجمعِ سيرتِه، وضمِّ أشتات أخباره وكلامه وأحواله بين دفَّتَيْ كتابٍ.
وهذا الكتاب المبارك من تأليف الشيخ السيد إسحاق بن عقيل عزُّوز رحمه الله تعالى.. حوى واستوعب أبرز ما كُتِبَ عن هذه الشخصية العظيمة، وما نقل عنها وعن أخبارها في كتب السير والتراجم، فكان ما كتبه جامعاً لشتات المتفرق.
وقد جعل الشيخ مضمونات كتابه في فصولٍ، وإليكَ أهمَّها:
- اسمه ولقبه وكنيته ومولده، ونسبه وشرافته، وأسرته رضي الله عنه.
- إسلام حمزة وعمر رضي الله عنهما، وإعلان الدعوة.
- قيادة حمزة رضي الله عنه لأوَّل سرية.
- حمزة رضي الله عنه في بدر، وأثره في المعركة.
- حمزة رضي الله عنه في أُحد، واستشهادُه.
- دفن حمزة رضي الله عنه وشهداء أحد، ومصير قاتل حمزة.
- ما شرَّف الله به حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
- رثاء شعراء الصحابة لسيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه؛ كرثاء السيدة صفية، وأسيادنا عبد الله بن رواحة، وحسان بن ثابت، وكعب بن مالك، رضي الله عنهم أجمعين.
تميَّز أسلوب المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الكتاب بإيجاز العبارة وسهولتها، وجمعها لِمَا يفيد واختصارها، دون إخلال ولا إملال، بتحرير ودقَّة وتخريج، واعتماد على أمَّات المصادر، وختم الكتاب بقصيدتين جليلتين جميلتين أُولاهما في رثاء سيدنا حمزة للشاعر أحمد محرَّم، وثانيتهما في مدحه من نظم السيد جعفر الميرغني.
وإن دار المنهاج لتشرُف بنشر هذه السيرة المباركة، وتزفها مضافةً إلى المكتبة الإسلامية.
وفي الحقيقة: إن مثل هذه الشخصية الكريمة التي قام عليها دعائم الدين.. لَحريةٌ بأن يكتب عنها، ويكشف عن مآثرها ومناقبها؛ لتكون أسوة لنا، فإن هؤلاء الأفذاذ ضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الله، ورفع راية الإسلام ومناصرة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله ربِّ العالمين