سلك علماء نجد المتقدمين منهم والمتأخرين ذات الدرب والطريق والمنهج، عبر سلسلة لم تتغيّر حلقاتها، منذ عهد الإمام أحمد بن حنبل وحتى اليوم.
وكان للروض المربع شأن عظيم عند علماء نجد، حيث عنوا به عناية خاصة؛ درسًا وتدريسًا، وقراءةً وإقراءً وكتابة، وقضاءً وفتيا، وعلمًا وعملًا.
ومن أربعين نسخة خطيّة لكتاب الروض المربع استخلص الشيخ أحمد الجمّاز ثماني عشرة نسخة خطيّة لكبار علماء نجد مثقلة بالتعليقات والنقول والحواشي والتقريرات.
فسخّر الله إبرازها في حلّة تليق بأهلها، فجرّد الشيخ الجمّاز تلك الحواشي نسخةً نسخة، ثم ألّف بين تعليقات كل مسألة من المسائل، بعد أن ضمّ النظير إلى نظيره، وحذف المتكرر، مع بقاء كل حرف على حاله الذي أراده المحشّي.
يقول المحقّق: "وعندما رأيت هوامش تلك النسخ وقد أُثقِلت بالتعليقات والحواشي والنقول والتقريرات لأولئك الأعلام الأفذاذ... لم تطب نفسي أن تبقى تلك الدرر حبيسة بين صفحاتها؛ منذ كتابتنا وحتى يومنا لم يستفد منها سوى النزر القليل ممن وقعت في يده".
وبحمد الله؛ أخرج الشيخ الجمّاز هذه الحواشي في تسع مجلّدات في كتاب (حواشي علماء نجد على الروض المربع)، صلةً لهم، ووصلًا لطريقتهم، وإيضاحًا لمنهجهم، ونشرًا للعلم بين أهله.