أنا لم أستطع -ولا مرة- إدراك مفهوم الزمان، لا أعلم كم مضى، ولا أعلم كم يمضي؛ فأنا على حالي هذه منذ عرفتُني، أنا عقرب رابع تائه بين الدقائق والساعات، ضللتُ لدرجة أن مركزي أصلًا لا يتقاطع مع بقية العقارب، فلا عجلتي تؤهلني للحاق بالثواني، ولا أناتي تمكنني من مجاراة الساعات!
أنا لا أفهم حقًا ما يعنيه تعاقب الأيام لك، فأواسي شغفك بكلمة تنبِئك عن بعض حالي، بالنسبة لي كل أيامي صدى ما زال يتردد ويتردد حتى مالا نهاية؛ علا صخبها أو خبا، كلها قاطبة متماثلة!
أنا لا أعرف من أين بدأت، ولا كيف أتيت، ولا يُعرف لي أي أصل، حتى أن سيدات باريس ينسجن عني الحكايات العجيبة لأولادهن حتى يناموا، فتارة أنا من أحفاد آل بوربون، الذين أطاحت بهم الثورة فاعتراهم الجنون، وتارة أنا مُتَلَبَسٌ بأرواح الأمويين، الذين غزو وادي تورس قبل ألف عام!
تأسست دار ميلاد عام2015م بغرض اكتشاف ورعاية ونشر الأعمال الأدبية الجادّة التي تثري المشهد الثقافي المحلي والعالمي في مجال الرواية والقصة القصيرة والشعر والمقال والدراسات