في عالم كان قد خرج لتوه من أتون الحرب العالمية الأولى، وعاد لاستكشاف الأدب ولغة الذات الصارخة، عرفت كاثرين مانسفيلد كيف تفجّر لغة قصصية صارمة وعذبة في وقت واحد، وكيف تجعل قراءها والنقاد يكتشفون العلاقة الحميمة بين شخصياتها وبين حياتها، وسط عالم كان من الواضح بالنسبة إليها فيه أن الشر يكمن في كل مكان، هادئاً منتظراً، ما علينا سوى تحريك بعض الغبار، لكي ينبعث صارخاً فاعلاً في النفوس. وما أدب كاثرين مانسفيلد سوى صراع دائم وقاس ضد ذلك الشر، وهو صراع قاد الكاتبة في سنوات عمرها الاخيرة، حين انصرفت للعيش في الجنوب من باريس، للانخراط في جماعة نسوكية إبداعية تقوم على مفهوم البحث عن إنسانية الخير المكلف عبر التعبير الأدبي والفني. ومن الواضح أن التناقض الحاسم بين حياة تلك الجماعة وزهدها، وصخب العواصم التي كانت قصص كاثرين تعبّر عنها، ساهم بشكل أساسي في تعجيل رحيلها، وفي عدم اعتراضها أيضاً على مشيئة القدر.
تأسست دار ميلاد عام2015م بغرض اكتشاف ورعاية ونشر الأعمال الأدبية الجادّة التي تثري المشهد الثقافي المحلي والعالمي في مجال الرواية والقصة القصيرة والشعر والمقال والدراسات