لا شيء عند الطفل يعادل مكانة جدّتِهِ. فهي الكرم والطيبة، والحكمة القديمة، ورائحة الحبّ الصّافي، وهي الذكرى الدافئة الباقية، حتى حين يطويها الغياب.
هكذا هو حال نورة، بطلة قصتنا الصغيرة، التي قرر والداها أن تحمل اسم جدتها. لكنها اكتشفت بأنها حظيت بأكثر من ذلك، حين نشأت بالقرب منها، تزورها باستمرار في غرفتها، وتجلس في حضنها وتستمع إلى صوتها الحنون وهي تحكي لها أجمل الحكايات. وحين تهديها جدتها مسجلًا لا تدرك نوره حينها قيمة وأهمية ما حصلت عليه، إلى أن تغادر جدتها هذه الحياة.
بدفء الجدات وطيبتهن، تخبرنا هذه القصة أن الأثر الطيب الذي يتركه أحبتنا في نفوسنا وحياتنا عميقٌ وأبديّ. وبينما الشعور بالحزن على فراقهم أمر طبيعي ولابد منه، فإنّه يجب ألا يقلقنا، ويشعرنا باليأس، فما تركوه من خير يلهمنا الحكمة، ويغمرنا بالفرح، ويجدد الأمل.
