تعنى هذه الدراسة إن شاء الله: بتجريد النظر إلى الاستنباط باعتباره آلة للناظر، والنظر في بنيته ومقوماته، وتسجيل شرائطه وآدابه، وتدريج مراتبه وأقسامه، ودراسة ما قد يرد على الاستنباط من اعتراض ونقد، سواء كان على أصل الاستنباط أو على ما يرد عليه من خارج النص.
وسيكون الإمام ابن دقيق العيد: حاضرًا إن شاء الله في جميع المباحث، فإن ذكرنا اسمه فذاك، وإلا فقد استلهمنا روحه، وتتبعنا أثره.
ألا إنه رجل، قد مضى بعنان الاستنباط، ملَكَ ناصيته، فصال به وجال، وترجم معانيه بلغات الحقيقة، فمتى شافهت ابن دقيق العيد فاعلم أنك والاستنباط معا.