آل قدامة والصالحية سيرة أسرة من فلسطين هاجرت إلى دمشق إبان الحروب الصليبية وأرست نهضة علمية كبرى
يعد هذا البحث محاولة لدراسة ظاهرة فريدة ارتبط فيها تاريخ أسرة علم- وهي أسرة آل قدامة- مع تاريخ بلدة علم- وهي « الصالحية »- ما يقرب من أربعة قرون. وآل قدامة أسرة فلسطينية الأصل، دمشقية المهجر، حنبلية المذهب، تركت أثرها الواضح في تاريخ الفكر الإسلامي ورجاله في العصر المملوكي، سواء بكثرة من ظهر فيها من العلماء الذين يزيد عددهم على ( 115 ) من الرجال والنساء، أو باستمرار نشاطها العلمي الذي امتد بين أواسط القرن السادس وأوائل القرن العاشر الهجريين، في بلدة مجاورة أقامها العلماء وتخصصت بالعلم تسمى « الصالحية ». وحملت كتب التراجم الكثير من أخبار أسرة آل قدامة؛ فكتب محمد بن طولون عن تاريخ «الصالحية» في كتابه « القلائد» الجوهرية في تاريخ الصالحية وكتب قبله ابن عبد الهادي كتاباً ضاع، غير أن مختصراً له مازال موجوداً باسم « المروج السندسية الفسيحة في تاريخ الصالحية »، لمحمد بن عيسى بن كتان.