تنفرد الدراسة بتتبع خلاف أهل العلم في الكيمياء القديمة من حيث إمكانها الطبيعي وحكمها الشرعي، وتستقصي أقوالهم في المقامين على امتداد جغرافيا الثقافة العربية وتاريخ العلم في الحضارة الإسلامية، وهو بابٌ لم يستفتحه أحدٌ فيما أعلم.
ومع هذه الدراسة نصٌ تراثي محققٌ عظيم الأهمية ينشر أول مرة للإمام العلامة أبي عبدالله ابن قيم الجوزية، وكان معدودًا في المفقود من التراث، حتى يسر الله الكريم بفضله العثور على أصل خطي فريد منه مقروء على مؤلفه الإمام وعليه خطه وإجازته.
وحسبك دلالة على قيمته ومنزلته فوق ما تعلم من جلالة مؤلفه وعلو درجته أن التآليف في هذا الباب عزيزة شحيحة لا يكاد يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، ولم يصلنا منها إلا أقل من ذلك، وقد ظل الكتاب نائيًا عن أبصار الباحثين بعيدًا عن متناول أيديهم قرونًا كثيرة، ولم يطلع عليه المستشرقون وغيرهم من المهتمين بتاريخ الكيمياء عند العرب وتتبع المؤلفات فيها.