كان موضوع الصفات الخبرية -التي دل عليها الكتاب والسنة، ولم تعلم بالعقل- معتركًا بين الطوائف، ومحلًّا للتجاذب، بين مثبت ومفوّض ومؤول، وملئت كتب التفسير وشروح الحديث من ذلك، واختلطت الأقوال، وتداخلت الأدلة، وتشعب الخلاف، وكثرت الدعاوى، فمسَّت الحاجة إلى جمع ما يتصل بهذه الصفات، فأتى هذا الكتاب وسعى في تحرير كلام المتقدمين والمتأخرين عليها، والوقوف على الأدلة العقلية التي صرفت أكثر المتكلمين عن إثبات هذه الصفات، وتحقيق القول في مذهب السلف، وبيان الفرق بينه وبين مذهب الخلف، وتأصيل القول في حجية الأدلة النقلية، واعتماد الظواهر أو نفيها، وما يتصل بذلك من المباحث والمسائل.