يحاول هذا الكتاب إرساء قواعد تفكير منطقية سليمة، وقواعد بيانية إبلاغية واضحة، تتناسب مع ميدان السجال النقدي في القضايا الأدبية بمقاميها: إثباتاً واعتراضاً، بهدف التوصل إلى قاعدة مشتركة يصبح الحوار النقدي من خلالها قادراً على التواصل العلميّ البنّاء.ويتخذ الكتاب قضيةَ الانتحال التي تزعمها طه حسين في كتابه المعروف (في الشعر الجاهلي)، وردود أشهر المعترضين عليه ميداناً له؛ محاولاً تقويمهما في ضوء المنطلقات النظرية المستنبطة من علميْ المنطق والمناظرة، ومما أصله النظّار المسلمين من إرثٍ منهجيّ في ضبط تلقي الأخبار. وبالرغم من الطبيعة الحجاجية التي يُكرَّس لها الكتاب، إلا أنه يتجاوز مسألة التأثير والإقناع إلى مسألة علمية بحتة وغاية أخلاقية أسمى وهي تطلُّب الصواب، والمشاركة بين طرفي السّجال في التوصل إلى الرأي الصحيح أو المرجّح، والاقتناع بأن الاعتبار الأول للحجّة والدّليل لا غير، والنأي بالسجال النقدي عن التقليد ومحض الجدل واتباع الأهواء وغيرها من الغايات غير العلمية.