يُعْنَى هذا الكتاب بالبحث في رسوم ونُظم مجالس الأمراء والخلفاء الأمويين بالأندلس وتحليل فضاء المجلس السلطاني عموماً؛ لكَونه الركيزة الأساسية في منظومة السلطة في الدولة الإسلامية، إذ أن أبرز تجلِّيات ممارسة الأمراء والخلفاء للسلطة يظهر في مجالسهم برسومها ونُظمها، فكان من الضروري دراسة رسوم المجالس ونُظمها، باعتبارها أمراً ضرورياً وأساسياً في فهم وتحليل البِنياتِ الداخلية للدول، إذْ أن كل تطوُّر بها يعكس في حقيقته تطوُّراً معيَّناً لهذا النظام أو ذاك، كما يعكس طبيعته وممارسته للسلطة أيضاً، ويُظْهِر رواية أخرى للتاريخ لا تبرز فيها قعقعة السيوف ولا صهيل الخيول، بل تتجاوز ذلك إلى صور أكثر رحابة وأوسع تفصيلًا، تحكي قصة الحضارة من جانب آخر ومن منظور مختلف).