يقدم هذا الكتاب مفهوماً "تجديدياً" يتمثل في "الانبناء اللغوي"، ليكون المدخل لتعليم اللغة العربية في التعليم العام والتعليم العالي والتعليم الحياتي؛ عِوض ما يمكن وصفه بـ "البناء اللغوي"، حيث يعد الأول تأسيساً جوانياً، في حين يعد الثاني تشييداً برانياً. إنَّ وصفنا لمفهوم الانبناء اللغوي بـ التجديدي لهو إشارةٌ صريحةٌ إلى أنه ليس جديداً البتة في دلالته الجوهرية، فقد تبنَّاه المنظِّرون اللغويون الكبار في تراثنا العربي الإسلامي في مدخل نسميه بـ مدخل المنظرين اللغويين، حيث تبنوا الانبناء اللغوي عبر تأكيدهم على أهمية المكوّن البلاغي ومركزيته في سياق تعليم اللغة العربية. وأما مفهوم "البناء اللغوي"، فهو يمثل التيار الرئيس في حركة التعليم اللغوي في القرون المتأخرة في مدخل نسميه بـ مدخل المعلمين اللغويين، حيث الانحياز شبه التام إلى جانب القواعد والبناء والتركيب على حساب الذائقة والإبداع والجمال في اللغة، مما جعل اللغة العربية تبدو في درسها وتعلمها جامدة صعبة معقدة غامضة، فزهِد كثيرٌ من الناس في تعلمها، ونالهم اليأس في إتقانها، وكل ذلك أثَّر سلباً على الكفايات اللغوية وحصائل التعليم المتوخاة، ففشتِ الهنات، وضعفتِ الملكات. وهذا ما شجعنا على تقديم هذه الأطروحة التجديدية في قالب علمي عملي تطبيقي مُيسَّر، حيث نجافي التعقيد في المعالجة والغموض في الطرح.