الوقوف على إطلال الحبیبة والبكاء فیھا، والتعبیر عن تلك التجربة شعراً بما نسمیھ )المقدمة الطللیة ( ھي ظاھرة تنفرد بھا الثقافة العربیة بین الثقافات العالمیة. ومن ھنا وجب الاحتفاء بھا، ومحاولة فھمھا. وقد بدأت الظاھرة في العصور الجاھلیة، واستمرت حتى العصر الحدیث، عابرة الحدود الزمنیة والحدود الثقافیة . والمقدمة الطللیة لا تتجاوز أبیاتھا 15 بیتاً وتتبع نموذجاً خاصاً بھا لا تحید عنھ ، حددتھ ھذه الدراسة ب 19عنصراً . و المقدمات الطللیة ھي سجل تاریخي للوجدان العربي عبر الزمن، لذا فإن فھمھا ھو جزء من فھمنا لأنفسنا و لثقافتنا العربیة . وقد قدمت ھذه الدراسة تفسیراُ جدیداً لأصل ظاھرة الوقوف على الأطلال، یلعب فیھ )الاغتراب المكاني( دورا مھما، كما شملت تفسیر العوامل المؤثرة، بدءًا بالعوامل الطبیعیة، ثم العوامل الاجتماعیة/ الثقافیة، وانتھاءً بالعوامل النفسیة. كما قدمت تحلیلاً لرمزیة المكان في الذات العربیة الجماعیة، كمدخل لفھم الظاھرة