تتبوأ الدولة - أي دولة - المنزلة الرفيعة بين الدول بناءً على مجموعة من الخصائص التي تفوق بها غيرها ، أو تتفرد بها عنها ، ومن أهم ما يجعل الدولة مترقية أو متأخرة عن مصافّ الدول: النظم التي تؤسّسها ، والقوانين التي تضعها ، سواء كانت - تلك النظم والقوانين - تتعلق بالشأن الداخلي في الدولة ، أو الشأن الخارجي في علاقاتها مع الدول الأخرى ، ولقد حظيت الدولة الإسلامية في مختلف العصور بالعديد من النظم التي تعدّ ركيزة أساسية في نهضتها وحضارتها، من هنا جاء هذا الكتاب يسلط الضوء على النظم الإسلامية ، في دراسة استقرائية لستة قرون تقريباً ، مزجت بين فنون مختلفة ؛ فترعت من التاريخ وسُقيت من الثقافة ، فأضحت مورداً عذباً لمن يبتغي البحث عن المعرفة ، أو دليلاً لمن يريدها مرجعاً لكتاباته ، أتى ذلك كله بأسلوب مُبين ، وتسلسل تاريخي معين على الفهم ، معتمد على أهم المصادر التاريخية المعتبرة .