دار النشر: الدار العربية للعلوم ناشرون -لبنان
المؤلف: د.يوسف إسماعيل
عدد الصفحات: 215 صفحة
إن نص كليلة ودمنة الذي سنتناوله بالتحليل في هذه المقارنة هو نص إنساني وإشكالي وتأويلي .
هو نص إنساني لأنه يعلو على خصوصية ثقافة ما, يونانية أو هندية أو فارسية أو عربية.
وهو نص يعبّر عن شمولية الثقافة الإنسانية من نقاط ثلاث:
الأولى - طبيعة مادته المتداخلة والمازجة بين عدة ثقافات أنتجت الثقافة الشمولية في البصرة التي عاش فيها إبن المقفع , وتعلم , وأنتج إبداعه المعرفي.
الثانية - بنيته الدلالية التي تعلو على الزمان والفضاء , فتخاطب حالة سياسية متعالية على واقع اجتماعي مناهض لها , مما يشير إلى أنها بنية دلالية مرتبطة بزمن القراءة وليس بزمن القصة أو زمن الكتابة, وهذا فعلها المتجاوز للزمان والمكان.
الثالثة - إن متنه الحكائي ينقلنا عبر المكتوب إلى عالم مرحلة شفوية حيث بدأت المجتمعات بتكوين أعرافها ومعتقداتها عبر الحكاية الشعبية الشفوية.
وهو نص إشكالي لتجاذب الصراع في متنه على مستوى الدلالة وعلى مستوى التأويل النظري الخارجي لذلك المتن.
إن كان من حيث زمن القصة أو من حيث زمن الكتابة أو من حيث زمن القراءة , وإشكالي أيضاً لتجاذب الصراع في متنه على المستوى الشفوي والكتابي.
وعلى مستوى التأصيل للنوع الأدبي, باعتبار التداخل بين الإنتماء إلى إشكال التفريع الحكائي في الثقافة الإنسانية كألف ليلة وليلة , أو باعتبار البتر والتجزئ وتوزيع النص الواحد إلى نصوص حكائية فرعية , تنتمي إلى حكاية الحيوان في النوع القصصي.