الحمد لله الذي تفرد بالجلال والعظمة والكبرياء والجمال وأشكره شكر عبد معترف بالتقصير عن بعض ما أوليه من الإنعام والإفضال.
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
وبعد
فبما أنه طلب مني أحد إخواننا أن أحول «الأسئلة والأجوبة الأصولية إلى شرح للعقيدة الواسطية، فأجبته إلى ذلك، وزدت ما أرى أن الحاجة ماسة إليه، وحذفت ما أرى أن الحاجة إليه قليلة، وراعيت في ذلك أن يكون مناسباً للأستاذ والتلميذ ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل، على أني جمعت الكثير فيه من كتب المحققين؛ كالشيخين شيخ الإسلام - مؤلف العقيدة ـ ، وتلميذه ابن القيم، ونحوهما، ومن الكتب التي تستمد من كتبهما، وأمثالهما من المتبصرين وسميته : «الكواشف الجلية عن معاني الواسطية»، وأسأل الله الحي القيوم العلي العظيم، الأول الآخر، الظاهر الباطن، العليم بكل شيء ، ذا الجلال والإكرام الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد القريب المجيب : أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم ، وأن ينفع به من قرأه ومن سمعه، ومن سعى في بثه؛ إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
بالله يَا نَاظِرًا فِيهِ وَمُنْتَفِعًا - منه سَلِ الله توفيقا لِجامِعِهِ