منحة الباري بشرح منظومة الأبياري في مشتركات القرآن
23 ر.س
الحق عليه باقي 7 فقط - اطلبه الآن
شرح أ د يوسف عبدالعزيز الشبل
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
فإن الاشتغال بكتاب الله من أفضل الطاعات وأحسن القربات وخير ما صُرفت إليه الهمم وتعبت فيه الخواطر وأحقُّ ما تفنى فيه الأعمار، وتشغل به الأزمان فكما هو أفضل من كل كلام فعلومه من أفضل العلوم وأجلها .
والقرآن الكريم هو الصراط المستقيم، والذكر الحكيم، والحبل موضوعه أساس علوم الإسلام ومدار أحكام الأنام؛ ولأنَّ المتين ؛ لأنَّ غايته الاعتصام بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، ولأجل هذا اهتم الصحابة والتابعون ومن جاء بعدهم بالقرآن الكريم تلاوة وتفسيرًا واستخراجًا لعلومه فأقبلوا عليه مفسرين ألفاظه، مفصلين في موضوعاته، مستخرجين لعلومه المتنوعة، حتى ألفوا المؤلفات التي ضمت كثيرًا من علومه، كما فعل الزركشي (ت٧٩٤هـ) في كتابه: البرهان في علوم القرآن»، حيث أورد فيه سبعة وأربعين نوعا من علوم القرآن، والبلقيني (ت ٨٢٤هـ) في كتابه: مواقع العلوم في مواقع النجوم، فقد أورد فيه خمسة وخمسين نوعًا والسيوطي (۹۱۱هـ) في كتابه: «الإتقان في علوم «القرآن»، فقد أورد فيه ما ينيف على الثمانين نوعا ؛ بل نظمت حوله منظومات عديدة كان من جملتها منظومة الأبياري ت ١٣٠٥هـ) في مشتركات القرآن الذي هو علم من علومه المتعلقة بألفاظه الدالة على إعجازه البياني، فإنها اللفظة الواحدة التي تدل على أكثر من معنى، كما سيأتي بيانه .
ولما اطلعت على متن هذه المنظومة وتأملتها ألفيتها منظومة نادرة في بابها، متينة في نظمها غزيرة في ،علمها، جامعة لأكثر الألفاظ المشتركة الواردة في كتاب الله فكان هذا كلّه دافعا لي أن أقدم على شرحها، وتوضيح ما غمض منها وفكِّ ما انغلق، والتعليق على ما يحتاج منها، والاستدراك على ما فات ناظمها، كلُّ ذلك خدمة ت له العام لكتاب الله ، ولأهله الميامين، وسمَّيتُ هذا الشرح : [منحة الباري بشرح منظومة الأبياري في مشتركات القرآن].
وقد قَسَمْتُ عملي هذا قسمين :
القسم الأول : وفيه : التعريف بالناظم ومنظومته .
فأولها : يتعلق بالناظم من حيث التعريف به ونشأته وحياته العلمية.
وثانيها : التعريف بالمنظومة من حيثُ اسمُها ووصفُها .
القسم الثاني: وفيه : شرح المنظومة.
وقد سرت في عملي هذا على النحو التالي:
١ - كتابة أبيات المنظومة كاملة بالترتيب الذي هي عليه
۲ - شرحها شرحا وافيًا دون توسع في سرد الأقوال وذكر الخلافات الواردة في تفسير المفردات إلا ما دعت الحاجة إليه.
٣ - ذكر المفردة من المشتركات برقمها ثم ذكر البيت التي وردت فيه، ثم ببيان معناها اللغوي ثم تفسير الناظم لها، ثم دراستها دراسة علمية بذكر تفسير السلف ومن جاء بعدهم لها، مع التوثيق والعزو، وحصر مواضعها الواردة فى كتاب الله غالباً ، ثم بيان نتيجة الدراسة .
٤ ـ تخريج - الأحاديث والآثار والحكم عليها استنادًا إلى القواعد السليمة التي أسسها أئمة هذا الشأن.
5- الترجمة للأعلام الوارد ذكرهم ترجمة وافية ومختصرة إلا ما اشتهر منهم .
٦ - وضع ثبت للمصادر والمراجع، وآخر للموضوعات .
وأخيرًا ؛ أسأل الله جلت قدرته أن يجعل قصدنا حسنًا وعملا صالحًا مقبولا، وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.