اللباب فيما للصلاة على الكراسي
4.6 ر.س
الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان
مقدمة
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدین
، أما بعد :
فقد كثرت في زماننا هذا ظاهرة صلاة الفريضة أو النافلة على الكرسي في المساجد، فكثرت الكراسي وتعددت أنواعها، وقل أن تدخل مسجدًا إلا وترى فيه من يصلي على الكرسي، ويكثر هذا في الحرمين الشريفين وفي المساجد الكبيرة، وقد يوجد في بعض البيوت .
والصلاة على الكرسي من نوازل العصر التي لم يتحدث عنها الفقهاء بصورة بيّنة وإن كانت الصلاة على الكرسي فيها شَبَةٌ بالصلاة على الدابة بجامع الاستقرار والجلوس على شيء، لكن لها أحكام تتعلق بها وبما يجلس عليه، وما من نازلة إلا ويمكن معرفة حكمها في الشريعة من خلال النصوص أو العمومات أو قواعد الفقه والأصول.
وقد كان لي - في وقت سابق - خلاصة موجزة في صفة الصلاة على الكرسي ، ثم رأيت الحاجة إلى بسط المسألة - بعد تأمل ومشاهدة - بأسلوب سهل، وعرض واضح، مقتصرا على ما تَمُسُّ الحاجة إلى معرفته مع الاهتمام بسنن الأفعال التي هي من كمال الصلاة وزينتها، لا من الواجبات، وقد نبهت - أيضًا ـ على بعض ما يلاحظ على من يصلون على الكراسي مما له أثر على صلاتهم .
قد كتب فيه عدد من المعاصرين - ومن المعلوم أن كل باحث له منهجه في تأصيل المسألة، وله طريقته في أسلوبه وعرض المعلومات حسب اطلاعه وفهمه وما يفتح الله به عليه وكم ترك الأول للآخر!». وقد بنيت هذه الرسالة على الاختصار، فلم أستوعب الأدلة، ولم أتعرض للخلاف في كل مسألة، إلا ما رأيت أهميته، ولم أثقل الحواشي بالتوسع في تخريج الأحاديث، ولا بالإحالات الكثيرة ؛ خشية الإطالة والملالة .
وإني لأرجو ممن عنده أحد يصلي على الكرسي من أم أو أب أو غيرهما أن يبين له هذه المسألة بيانا شافيا بالقول والفعل مستفيدًا مما كتب في هذا الموضوع.
وهذه الرسالة مشتملة على تمهيد ومبحث، وخاتمة. أما التمهيد فهو في صفة صلاة المريض.
وأما المبحث فهو : في أحكام الصلاة على الكراسي
وفيه ثلاثة مطالب :
في صفة صلاة الفريضة على الكرسي .
۲ - في صفة صلاة النافلة على الكرسي .
٣ - في صفة وضع الكرسي في الصف.
وأما الخاتمة فهي : توجيهات وتنبيهات لمن يصلون على الكراسي . هذا، وقد سميت هذه الرسالة : «اللُّبَابُ (۱) فِيمَا لِلصَّلَاةِ
عَلَى الكَرَاسِي مِنَ الأَحْكَامِ وَالآدَابِ»
والله أسأل أن ينفع بما كُتب، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ؛ إنه سميع قريب مجيب .
كتبه
عبد الله بن صالح الفوزان
في ١٤٤٢/١١/٢٦هـ