- الرئيسية
- ارشاد الاخيار شرح جوامع الاخبار (صافي)






ارشاد الاخيار شرح جوامع الاخبار (صافي)
25.3 ر.س
الحق عليه باقي 4 فقط - اطلبه الآن
لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير
جزء من مقدمة الشارح
الحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ألفت المؤلفات الكثيرة في موضوع تدوين السنة، وأنواع المصنفات، ومناهج مؤلفيها ومقاصدهم، فلا حاجة للإطالة هنا بذكرها، وإنما ننوه بأنه بعد عصر التدوين الذي ألفت فيه الكتب الأصلية التي تروي الأحاديث بالأسانيد تقاصرت الهمم عن دَرسها فضلا عن حفظها، فلجأ أهل العلم إلى تقريبها وتيسيرها على المتعلمين فألفوا المختصرات المجردة عن الأسانيد في جميع أبواب الدين ؛ ليحفظها طلاب العلم، فألفوا في العقائد، وفي العبادات والمعاملات ،والجهاد ،والسير والفتن، والملاحم، والرقاق، والاعتصام وغيرها من أبواب الدين التي تدخل في قوله : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»(۱).
فصار حفظ تلك المختصرات ودراستها جادةً يسلكها المتعلمون بتوجيه من شيوخهم، يبدؤون بأكثرها اختصارًا ثم الذي يليه مما هو أطول منه، ثم الذي يليه إلى أن يتأهل الطالب لدراسة الكتب الأصلية المعتنية بالأسانيد .
ومن الأبواب التي اهتم العلماء بها وسلكوا جوادها في مؤلفاتهم وأجزائهم الأحاديث الجامعة من جوامع كلامه التي تهم المسلمين عموما وطلاب العلم ،خصوصا فجمع كل مؤلف ما رآه جامعا لأحكام ومعان كثيرة بألفاظ مختصرة موجزة، ويعد النووي رحمه الله من أبرز من جمع مثل هذه الأحاديث في جزء واحد في كتابه المشهور بالأربعين النووية، فقد اشتمل على وجازته - على جوامع وقواعد لا يستغني عنها مسلم سواء كان طالب علم أم غيره، فكل حديث فيه قاعدة من قواعد الشريعة، وقد ورد في جمع هذا العدد حديث: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعث يوم القيامة في زمرة الفقهاء» (٢) .
وقد اتفق الحفاظ على تضعيفه إلا أنه في فضائل الأعمال، والجمهور يعملون بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال (۳) ، وقد نقل النووي في مقدمة الأربعين الاتفاق على العمل بالضعيف في الفضائل وهذا الاتفاق الذي قبل الاتفاق الذي حكاه النووي منقوض بوجود المخالف(٥)، ويبقى العمل به قولا للجمهور بشروط اشترطوها (۱) ، والنووي ممن يرى العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ومع ذلك فقد ذكر أن مُعَوَّلَه في جمع الأربعين لم يكن هذا الحديث، وإنما هو الاقتداء بالأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام ممن سبقه إلى مثل هذا الجمع وهم جمع غفير لا يحصون من الأعلام المشهود لهم بالفضل والعلم والورع.
ومن العلماء الذين ألفوا في هذا الباب: الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله مؤلف الكتاب الذي بين أيدينا إلا أنَّ الشيخ لما لم يصح عنده الحديث المتقدم، ورأيه أن الحديث الضعيف لا يعمل به في فضائل الأعمال اعتمدها النووي، وإنما أحاديث يرى أن طلاب التي جمع لم يعتمد العدة العلم بأمس الحاجة إليها، فجمع ما يقرب من مائة حديث هي في الحقيقة جوامع، ولذا سمى كتابه جوامع «الأخبار». وقد تداول بعض الناس اسما محرفًا لهذا الكتاب وهو : عيون الأخبار والإضافة في اسم الكتاب: جوامع «الأخبار» من باب إضافة الصفة إلى موصوفها، والأصل: الأخبار الجامعة فالجوامع صفة للأخبار .
و(جوامع) جمع (جامعة) (۳) ، والمراد به الكلام المختصر الموجز في مبناه الذي يحمل من المعاني أكثر من واقعه من حيث اللفظ، و(الأخبار) (خبر)، والخبر يطلق ويراد به الحديث تارة والأثر تارة؛ والمراد به هنا جمع الحديث .
مكتبة دار ابن الجوزي للنشر و التوزيع متجر بيع للكتب العلمية طريقك للعلم والمعرفة