- الرئيسية
- شرح العقيدة الواسطية



شرح العقيدة الواسطية
34.5 ر.س
للشيخ ابن عثيمين
تقديم
بسمِ اللهِ الرَّحمن الرّحيمِ
إِنَّ الحَمْدَ اللهِ ، نَحْمَدُهُ، ونَسْتَعِينُهُ، ونَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ وَرَسُولُهُ، صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: فَلَقَدْ كانَ مِن الأعمالِ الجليلة لصاحِب الفَضِيلة شيخنا العلامة الوالد محمَّدِ بنِ صالح العثيمين رحمة الله، عنايته البالغة بمثون العقيدة وحِرْصُه على شَرْحِها والتَّعْلِيقِ عَلَيها وتَقْريبها لطلاب العلم والدارسين؛ وذلك لتقرير وبيان عقيدة السلف الصالح - رِضوانُ اللهِ عليهم - في أسماء الله الحسنى وصفاته العليا سُبحانه وتعالى.
وكانَ مِنْ توفيق الله - سُبْحانَهُ وتَعالَى - أَنْ يَسَّرَ لفَضِيلَتِهِ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى شَرْحَ (العَقِيدَةِ الواسِطِيَّةِ) لشَيْخ الإسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ المُتَوَفَّى عَامَ (۷۲۸هـ)) ، تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنهُ فَسِيحَ جَنَّاتِه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وهُوَ الكتاب الجامع المختصر ، الواسِعُ العِلمِ الَّذِي اشْتَمَلَ على بيانِ عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ في أسماء الله الحسنى وصفاته العُليا - عزَّ وجَلَّ ، وقد شَرَحَهُ شَيْخُنَا - رَحمَهُ اللهُ تَعَالَ - عَلَى طلبته في جامِعِهِ بعُنَيْزَةَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ.
وبعد تفريغ وَقائِعِ تِلكَ الدُّرُوسِ العِلْمِيَّةِ مِنْ أَشْرِطَةِ التَّسْجِيلِ نُشر الشَّرِحُ في كتابٍ مطبوع عام (١٤١٣هـ)، ثُمَّ إِنَّه بعد اطلاعِ فَضِيلتِهِ علَى الكِتابِ المَطبُوعِ قَرَّرَ - رَحمهُ اللهُ تَعَالَى -
أنَّ الشَّرْحَ المُتَلَقَّى مِنَ التَّقْرِيرِ ليسَ كالشَّرْحِ المكتوبِ بالتَّحْرِيرِ؛ لأَنَّ الأَوَّلَ يَعْتَرِيهِ مِنَ النَّقْصِ والزِّيادةِ مَا لَا يَعْتري الثَّانِي؛ فرأى أنَّ مِنَ الهِم أَنْ يَقْرَأَ الشَّرْحَ مِنْ أَجْلِ إِخْرَاجِهِ عَلَى الوَجْهِ المَرْضِيّ ، فَبَادَرَ إِلَى ذَلِكَ - رحمهُ اللهُ تَعالَى - وحَذَفَ مَا لَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، وَزَادَ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ، لِتَكُونَ هي النسخة المعتمدة، وتوالَتْ طَبعاتُهُ منذُ عام (١٤١٥هـ)، وهَاهُوَ اليومَ فِي مُقدِّمة إصداراتِ مُؤسَّسةِ الشَّيخِ محمَّدِ بنِ َصالِحٍ العثيمين الخيرية في طَبعَةٍ مُيَّزَةٍ، هَذا وَقَدْ كَانَ فَضِيلَةِ الشَّيخِ - رحمه الله - قَدْ حَرَّر بخَطَّه عامَ ( ١٣٨٤هـ) تعليقا على الطَّبعةِ الأُولَى لشَرْحِ الشَّيخِ محمد خَلِيل هَرَّاس - رحمهُ اللهُ تَعَالَى - على «الوَاسِطيَّة»، وإتماما للفائدة ألحقناه في نهاية الكِتابِ. نسألُ اللهَ تَعالَى أَنْ يَجْعَلَ هَذَا العَمَلَ خالِصًا لوَجْهِهِ الكريمِ، مُوافِقًا لَمَرْضَاتِهِ، نافِعًا لعِبادِهِ، وأَنْ يَجْزِيَ فَضِيلَةَ شَيْخِنَا عنِ الإِسْلامِ والمُسْلِمِينَ خَيْرَ الجزاء، ويُضَاعِفَ لَهُ المَنُّوبَةَ والأجْرَ، ويُعْلِيَ دَرجَتَهُ فِي المَهْدِيِّينَ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ، وصلَّى اللهُ وسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى نَبِيِّنَا محَمَّدٍ
وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ والتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسانِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
القِسْمُ العِلْمِيُّ
فِي مُؤَسَّسَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحِ العُثَيْمِينِ الخَيْرِيَّةِ ٤ ذُو الحجة ١٤٣٩هـ
مكتبة دار ابن الجوزي للنشر و التوزيع متجر بيع للكتب العلمية طريقك للعلم والمعرفة