- الرئيسية
- الداء والدواء لابن القيم
الداء والدواء لابن القيم
32.2 ر.س
صنفه الامام المحقق ابن القيم الجوزية
حققه واخرج احاديثة علي بن حسن بن علي عبد الحميد
مقدمة التحقيق
الحمدُ للهِ حَقَّ حمده، والصلاة والسلامُ على نبيه وعبده، وعلى آله وصحبهِ وَوَفْدِه .
أمَّا بَعْدُ:
فإنَّ كتاب «الداء والدواء» للإمام العلّامة ابن قيم الجوزية (1) رحمه الله تعالى مِن أهم وأعظم ما صُنّف في باب الأخْلاقِ والتربية وتزكية النفوس : فتراه يتكلّم عن الدعاء، وأهميته والحاجة إليه، وصلَتِهِ بالقدر.
وتراه يتكلّم عن المعاصي وأضرارها والذنوب وشؤمها، ثم يُطيل في ذلك جداً رحم الله .
وتراه يتكلم عن العقوبات الشرعيّةِ والقَدَريّةِ القلبية والبدنية، الدنيوية والأخروية .
وتراه يتكلم عن الشِّرْكِ وأقسامه في العبادة، في الأفعال، في الأقوال، في الإرادات ،والنيَّات، ثم شرك النصارى وشرك الذين يتخذون الوسائط والشُّفَعاءَ . . .
وتراه يتكلم عن الكبائر ومفاسِدِها ، فذكر الظلم والقتل، والزنى .... وتراه يتكلم عن مداخل المعاصي؛ من الخَطَراتِ، واللفظات، والخُطوات . . .
وتراه يتكلم عن اللواط وعن وطء البهيمة وعن مراتب الحُب، وعن مفاسد عشق الصور ...
وغير ذلك كثير وكثير مِمّا توسع في ذكره، وأفاض في إيراده من الطائف العلم وحقائقهِ، وبيانِ مُحاسَبَةِ النفسِ ومُراقبتها ما لا يستغني عنه طالب العلم (۱).
ولقد طبع الكتاب من قبل طبعاتٍ كثيرةً أوّلها سنة (۱۲۸۲هـ) في مصر، ثم طبع طبعةً أخرى في مصر ـ أيضاً ـ سنة (١٣٤٦هـ) .
وكلتا الطبعتين باسم الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (٢).
ثم طبع في مصر سنة (۱۳۷۷ هـ) بعنوان «الداء والدواء» بتحقيق الأستاذ محيي الدين عبد الحميد حمد لله .
والمؤلف رحمه الله تعالى لم يُسَمِّه بواحد منهما في مقدمة كتابه.
وهما اسمانِ وُضِعا لمسمّى واحد وهو جواب لسؤالٍ وَرَدَ عليهِ، والمناسبة لكلّ واحدٍ من الاسمين ،ظاهرة، لكنّها بهذا الاسم «الداء والدواء»
أظهر (۳).
ويؤكد ذلك أنَّ عامَّةَ المُترجمين للمؤلّف الله قد ذكروه باسم «الداء والدواء»؛ كالحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة» (٤٥٠/٢)، وابن
العماد في الشذرات (١٦٩/٦) ، والشوكاني في «البدر الطالع» (١٤٤/٢). ولقد تَمَّ الوَهَمُ على عددٍ من المؤلفين - قُدامى ومُحْدَثين - إذ عَدُّوا هذا الكتابَ بِاسْمَيْهِ كتابَيْنِ !! كحاجي خليفة في كشف الظنون» (۷۲۸/۱
و ١٤١٧)، والندوي في رجال الفكر والدعوة» (ص۳۱۹) وغيرهما .
ولقد حققتُ الكتاب (۱) ، وعلّقتُ عليه، وخرّجت أحاديثه بما أحْسِبُه - إن شاء الله - أنّي قدّمت فيه ما تميّز عن المطبوعات السابقة، وبخاصة منها ما ذُكِرَ أنه محقق ومُخرَّج !! ضارباً الصفحَ عن تناولها أو نَقْدِها .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتبه
علي بن حسن
أبو الحارث الحلبي الأثري
٢٤ / ربيع الثاني ١٤١٦هـ