متى يشرع رمي الجمار في أيام التشريق

تأليف ياسر محمد فتحي ال عيد

مقدمة فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد

** مقدمة فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد **

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقد اطلعت على البحث الذي كتبه أخونا الشيخ ياسر بن محمد فتحي آل عيد حول مسألة الرمي قبل الزوال في أيام التشريق، وتوصل من خلال بحثه إلى عدم جواز رمي الجمار في أيام التشريق إلا بعد الزوال، وهذا ما دلت عليه الأدلة، فقد أخرج مسلم من حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر الله قال: «رمی رسول الله صلى الله عليه وسلم النحر ضحى، وأما بعد فإذا زالت الشمس»، وجاء في حديث محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عائشة قالت : أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حين صلى الظهر، ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق، يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ويقف عند الأولى والثانية فيطيل القيام ويتضرع، ويرمي الثالثة ولا يقف عندها أخرجه أبو داود وسكت عنه وإسناده لا بأس به، وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم. وقد أمر أن نقتدي به في ذلك؛ فقال كما في حديث جابر بالإسناد السابق لتأخذوا مناسككم،