- الرئيسية
- مناهج المفسرين










مناهج المفسرين
28.75 ر.س
تأليف: أ.د.ابراهيم صالح الحميضي
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، أنزل كتابه المبين، هدى ورحمة للمؤمنين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإن أَفْضَلَ العلوم وأجلّها وأَرْفَعها علمُ التفسير؛ لِتَعَلُّقِهِ بكتاب الله تعالى، الذي هو أفضل الكتب وأشرفها على الإطلاق.
وهذا العلم الجليل له أصول وقواعد وضوابط لا بد من الالتزام بها، ومراعاتها عند الكلام فيه، كما أن للمفسرين اتجاهات ومناهج مختلفة ينبغي
معرفتها، والتمييز بين صحيحها وسقيمها.
وقد كُتِبَتْ حول مناهج المفسرين مؤلفات كثيرة للمعاصرين، وبعد النَّظَر فيها، وتدريس بعضها، بدا لي أنه لا زالت هناك حاجة إلى كتاباتٍ جديدة، تفي بمقاصد هذا العلم، مع تحريرها، وسهولة عرضها، والتمثيل لها، فكتبتُ هذا الكتاب مستعينا بالله، وسَمَّيْتُهُ: مناهج المفسرين).
وكنتُ أريد الجمع بين أصول التفسير ومناهج المفسرين، وإخراجهما في مؤلّف واحد، نظرًا لوجود تداخل واشتراك بينهما، وتخفيفا على مَنْ أراد دراستهما معا، لكن أشار عليّ عدد من الزملاء الفضلاء بالفصل بينهما، حيث أصبحا فنّين مستقلين في هذا الزَّمن، فأفردتُ كلّ واحد منهما في كتاب مستقل.
وقد احتوى هذا الكتاب على خمسة فصول، كما يلي:
الفصل الأول: التعريف بمناهج المفسرين وأهمية معرفتها وأشهر المؤلفات فيها، وفيه أربعة مباحث، ذكرتُ فيها تعريف مناهج المفسرين، وأهمية معرفتها وفوائدها، وأهم المؤلفات فيها، ووسائل معرفتها.
الفصل الثاني: نشأة علم التفسير وتاريخه ومراحله، وفيه مدخل، وخمسة مباحث، تحدثت فيها عن التفسير في عصر النبي ا ا ، وفي عصر الصحابة ،
وفي عصر التابعين، وفي عصر التّدوين، وفي العصر الحديث.
الفصل الثالث: أقسام التفسير وأساليبه، وفيه مبحثان، ذكرت في الأول منهما أقسام التفسير، وفي الثاني أساليب التفسير.
الفصل الرابع: اتجاهات المفسرين وفيه مدخل وخمسة مباحث، تحدثت فيها عن الاتجاه اللغوي، والاتجاه الفقهي، والاتجاه الإشاري، والاتجاه العقلي المعاصر، والاتجاه العلمي.
الفصل الخامس: الاتجاهات المنحرفة في التفسير، وفيه مدخل، وخمسة مباحث، تكلمت فيها عن أسباب الانحراف في التفسير، وتفسير الخوارج وتفسير الشيعة، وتفسير المعتزلة، وتفسير الصوفية، والتفسير الحداثي المعاصر. لهذا المقرر، مع إضافات مُهمَّةٍ. وهي وافية بمعايير المركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي، الموضوعة وإني أرجو أن تتحقق لدارس هذا الكتاب مع صنوه (المهذب في أصول التفسير) دراسة وافية معرفة كافية بمناهج التفسير، ودراية باتجاهاته المنحرفة، وقدرة على التمييز بين التفاسير السليمة والمنحرفة، ولا سيما إذا كانت دِرَاسَتُهُ على أستاذ متخصص، مع العناية بالجوانب التطبيقية.
ورغبة في الاختصار من غير إخلال أعرضت عن التفصيل والاستطراد في بعض المسائل، وقد أكتفي بالإشارة إليها في الحاشية بعبارة موجزة، وأُحيل القارئ إلى مظانها من الكتب القديمة أو المعاصرة.
أمَّا مَنْ أراد التَّوَسُّعَ والتفصيل فيحتاج إلى اقتناء ودراسة مجموعة من الكتب والمصادر المفردة في الحديث عن موضوعات معينة منه، أو اتجاهات محددة فيه، وقد ذكرتُ في ذلك جملة وافرة من المؤلفات القديمة والمعاصرة في متن الكتاب وحواشيه وقد سلكت في هذا البحث المنهج الوصفي، والتزمت بإجراءات البحث العلمي المعروفة ، فَعَزَوْتُ الآيات إلى سورها ، وخَرَّجْتُ الأحاديث والآثار، ووثَقْتُ التَّقُول من مصادرها الأصلية، وضبطت الغامض، واختصرت الحديث، مع تحرير المسائل، وتقريبها، والتمثيل لها.
كما وضعت أهدافًا عامة لدراسة الكتاب، وأضفت خرائط ذهنية لتوضيح موضوعات الكتاب واستظهارها، وختمت كل فصل بأسئلة وتدريبات عملية.
وقد اجتهدت في جمع مباحث هذا الكتاب وتحريرها، ومراجعتها وتنقيحها، ورجعت إلى مصادر كثيرة جدا للمتقدمين والمتأخرين، كما رجعت إلى تفاسير أهل كل اتجاه من الاتجاهات التفسيرية المذكورة ونقلت منها مباشرة.
و في الختام، أحمد الله تعالى على ما من به عليَّ من إتمام هذا البحث وأرجو أن ينفع الله به، ويجعله ذخيرة لي في خدمة كتابه العزيز، كما أشكر الزملاء الكرام الذين تفضلوا بمراجعته قبل صدوره، والذين وافوني باستدراكاتهم بعد نشره، وأرجو من إخواني القراء، ولاسيما مَنْ يتولى تدريسه إفادتي بما يجدونه من ملحوظات، وما يرون إضافته من مسائل وتتمات.
وأسأل الله التوفيق والسداد والإخلاص في القول والعمل، كما أسأله أن يعيننا على فهم كتابه والعمل به، إن ربي قريب مجيب.
المؤلف
أ.د. إبراهيم بن صالح بن عبد الله الحميضي الأستاذ بقسم القرآن وعلومه في جامعة القصيم ١٥/ ٣ / ١٤٤٠هـ
مكتبة دار ابن الجوزي للنشر و التوزيع متجر بيع للكتب العلمية طريقك للعلم والمعرفة