ازاحة الضجر عن فتح ابن حجر

عبد المحسن الزامل

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله

وصحبه أجمعين .

أما بعد :

فإن كتاب فتح الباري للحافظ ابن حجر العسقلاني الله من أعظم كتب الإسلام خاصة في باب شروح الأحاديث، وهو من أفضل وأحسن تصانيف الحافظ، ولا يزال أهل العلم ينهلون من هذا الكتاب، لما حوى من العلوم الكثيرة في فنون العلم ،المختلفة وهو كغيره من كتب أهل

العلم لا بد أن يعروه شيء من النقص وهذا أمر ظاهر، وقد كان يمر أثناء الاطلاع بعض من ذلك، خاصة في عزوه للأخبار وهي بالنسبة للكتاب مواضع يسيرة، فأحببت أن أجمع لنفسي ولمن أحب ذلك من إخواني بعض ما تيسر منها مما ظهر لي ،وهمه ثم بدا لي إتماماً للفائدة مناقشته في بعض المباحث التي يوردها والتي تبين لي أنها خلاف التحقيق ولا أعني المسائل الاجتهادية المحتملة للترجيح، فإن هذه يسع المخالف ما ظهر له فيها .

ثم إن هذه الاستدراكات فيما يعزوه الحافظ رحمة الله من الأخبار قسم منها تبين لي وهمه فيها بادئ ذي بدء وقسم آخر يغلب على ظني وهمه فيها، أو وقع له اشتباه فيه. فكان لا بد من البحث حتى يتبين صواب هذا الظن أو خطؤه، فما ظهر لي خطؤه فيه أثبته، وما سوى هذين القسمين لا أكاد أبحث في عزوه إلا في الشيء النادر.

وهناك مواضع من كلام الحافظ أحببت التحقق منها، لكن لم يتيسر لي استقصاء البحث فيها وسوف أذكر بعض هذه المواضع لمن يتيسر له

البحث عنها من أهل العلم وطلابه.

ثم ليعلم أن هذه الاستدراكات على الجزء الأول من فتح الباري الطبعة السلفية، سائلاً الله أن يعينني على إتمام هذا العمل في بقية أجزاء الكتاب بمنه وكرمه ،آمين وهذا جهد من مقل، فمن وجد خلالاً فليسد الخلل .

أسأل الله سبحانه التوفيق والسداد لي ولعموم إخواني المسلمين فيما نأتي ونذر ، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم آمين إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتبه الفقير إلى عفو ربه

عبد المحسن بن عبد الله الزامل