الشيخ أ د عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
تقديم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلَّم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين؛ نبينا مُحمَّدٍ وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين ..
أمَّا بعدُ ؛
فإنَّ من المعلوم أن تعريف سُنَّة الرَّسول الله وحديثه عند المحدثين: «ما أُضيف إلى النبي الله من قول أو فعل أو تقرير أو وصف خَلقي أو خُلُقي فيدخل في هذا التعريف كلُّ ما صح عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من بيان صفاته الخلقية الجميلة التي خلقه الله عليها ، وصفاته الخُلُقيَّة العظيمة التي وفقه الله ل للتخلق بها .
وهذه الصفات الجميلة والأخلاق العظيمة جاءت مبثوثة في دواوين السُّنَّة من الصحاح والسنن والمسانيد ،وغيرها وجاءت مُفرَدَةٌ في مؤلَّفات خاصة بها، وأشهر ما أُلف في ذلك كتاب الشَّمائل» للإمام الترمذي صاحب «الجامع» المُتوَفَّى سنة ٢٧٩هـ الله ، فقد كان مرجعًا عظيمًا مهما في موضوعه، وكثرت عناية المشتغلين بالحديث ،به قديمًا وحديثًا، وقد وفق الله الابن العزيز عبد الرَّزَّاق - أدام الله توفيقه وأسعده في دنياه وأخراه ـ لشرح هذا الكتاب النفيس وإيضاح معانيه وقد اطَّلَعْتُ على مواضع منه فألفيته شرحًا مفيدًا، أوصي طلاب العلم بقراءة هذا الكتاب وشرحه والاستفادة منه علمًا
وخُلقا .
والفائدة من معرفة صفاته الهلال الخلقيَّة معرفة هيئة طلعته البهية ومُحيَّاه الوضاء، والتمييز في الرُّؤيا المناميَّة بين الرُّؤيا الصَّادقة المطابقة لما ثبت عن أصحابه التي لا يتمثل الشَّيطانُ بها، وبين الرُّؤيا المنامية الكاذبة، وأما فائدة معرفة صفاته الخُلقيَّة فالعلم بما أكرمه الله به من أخلاق كريمة أثنى الله عليه بها بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [القلم]، والعمل على التخلق بهذه ) الأخلاق اقتداء به ، كما قال الله تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أسوة حسنة لمن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب].
ومن حقه على أمَّته أن تكونَ الألسنةُ رطبة بالثناء عليه بكل ما يليق به، ومن مع الحذر من الغلو الذي لا يرضاه الله ولا رسوله ، وبالثناء على سُنته، وإيضاح محاسنها، وبيان ضرورة النَّاس إلى التّمسُّكِ بها، وأن تكون الألسنة رطبة بالصَّلاة والسَّلام عليه صلى الله عليه وسلم .
وأسأل الله أن يوفِّقَ الجميع لما يُرضِيه، وأن يوفِّقَ طلاب العلم للاشتغال بالكتاب والسُّنَّة وما كان عليه سلف الأمة، والعمل بذلك ليَظْفَرُوا بسعادة الدُّنيا والآخرة، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
عبد المحسن بن حمد العباد البدر