الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن المطالعة في كتب تراجم الرجال من أعظم المعينات على طلب العلم، مع ما فيها من إجمام للنفس بعد كثرة البحث والمراجعة للمسائل العلمية، فهي لطالب العلم نزهة ينشط بعدها لمواصلة البحث والمراجعة وكتب التراجم مليئة بالفوائد من قصص وحكم وأمثال وآداب وأخلاق، وإن من الكتب التي اشتملت على هذا كتاب تهذيب الكمال) للحافظ المزي رحمه الله تعالى، وهو من الكتب التي أطالعها كثيراً في معرفة حال الرواة وتصادفني كثير من فرائد الفوائد، فبدا لي أن أضم ما استحسنت منها بعضها إلى بعض، للمذاكرة بها عند الحاجة، كما قال أبو حاتم لله : (اكتب أحسن ما تسمع واحفظ أحسن ما تكتب وذاكر بأحسن ما تحفظ)(۱)، وقد منّ الله عليَّ بمطالعة هذا الكتاب من أوله إلى آخره سوى ما تكرر مراجعته عند الحاجة، ثم قيدت في أوراق مواضع اشتملت على قصص وحكم وآداب وأخلاق، وقد قام كل من الأخ عبد العزيز بن محمد الجريسي؛ والابن عبد الله بن عبد المحسن الزامل بجمعها ،وصفها فجزاهما الله خيراً على ما
بذلا وبارك فيهما . فأسأل الله أن ينفعني بها وينفع من طالعها آمين.
ثم أنبه أنه بحمد الله تعالى لديَّ مادة أخرى من هذا الجنس جمعتها قبل جمع ما في هذا الكتاب من بعض طبقات الحنابلة المشهورة، وسأقوم بإذن الله بترتيبها ثم إخراجها، سائلاً الله أن يرزقني وإخواني المسلمين الإخلاص في القول والعمل آمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.