مقدمة العطر : الأعشاب الخضراء ، الأناناس ، براعم البرتقال
قلب العطر : فلفل التيمور ، العنبر ، نجيل الهند
قاعدة العطر : الأخشاب ، الريحان الأخضر
في أرض نجد الغنّاء، وُلدت قصة عطر “غيف”، حلمٌ منسوج من خيوط الفجر الأولى، في زمن الأساطير والحكايات، وفي ليلةٍ مقمرة، كانت نجومها تتلألأ خلف الغيوم، وأسفل منها تجلس هند بنت المكوكب، بروحها التي يسكنها حب الطبيعة إلى جوار زوجها سيان بن جذع، القادم توًا من بلاد الفرنجة، بعدما قطع البحار والصحاري ليجد موطنًا لحبهما.
“ما هذا؟” سألت هند بعينين تتلألأن كالفجر. “
"هذا عطرٌ يحمل اسم حلمنا" أجابها سيّان “ فكلمة ‘غيف’ تعني حُلم بلغة الفرنجة.”
فتحت هند الزجاجة برفق، وتناثرت منها رائحةٌ تختزل جوهر الأرض: العشب الأخضر الذي يداعب الأقدام، التراب الذي يحكي قصة الرحيل، التوابل التي تنبض بحياة الأسواق، العنبر الذي يحمل أسرار البحار، والأخشاب التي تشهد على النماء، والأناناس ثمرة الشمس المتوهجة.
“كل مكونٍ في هذا العطر يروي جزءًا من قصتنا المتضاربة،” قال سيان، “العشب يذكرني بربيع الفرنجة، ومن ثرى نجد ثُريا النجوم التي تركتها من أجلك، والتوابل بالأيام التي قضيناها في الأسواق نبحث عن أجودها، والعنبر بالليالي التي أمضيتها تقرأين حكايات البحّارة، والأخشاب بالوعد الذي قطعناه على أنفسنا بأن نبني حياتنا معًا والأناناس الذي سيزهر في كل الفصول.”
ومنذ تلك اللحظة، أصبح عطر “غيف” أسطورةً تُروى، حُلماً يتجدد مع كل فجر، وعبقاً يملأ القلوب قبل الأجساد. وتوارثت الأجيال هذا العطر، حاملين معه قصة هند وسيان، حكاية حبٍ تخطت حدود الزمان والمكان، لتُصبح “غيف” أكثر من مجرد عطر، إنه تراثٌ يحكي عن حُلمٍ لا يزول وفصل يُعاش في كل موسم.