حكاية شوق يرويها عطر بنت المكوكب الذي يعبق عذوبةً متجددة تفوح من اليمامة حتى حقول باريس وروابيها حيث يهيم ابن جذع.
هذا العطر الآخاذ مزيج من نفحات الياسمين الرقيقة والفاوانيا الألطف التي أرسلها ابن جذع من بلاد الفرنجة، وبراعم البرتقال والبرغموت، وأخشاب قد جمعها لها قبل أن يمضي في رحلة الأعوام، ومسكٌ عتيق ورثته عن أبيها.
ستجد في العطر قصيدة لم تُكتب في الدواوين، والكثير من اختلاط المشاعر التي تُخالج ليالي المشتاقين.
فبعد تلك الليلة التي سألت تماضر -ذات العشرين عام- والدتها وهما يتسامران تحت ضوء القمر عن حجم شوقها لأبيها، فلم يكن من هند إلا أن ذرفت دمعها وكانت الإجابة كافية.
ليلة باذخة تحكي تفاصيل صبابة هند وهي تفترش رمال نجد الذهبية، في هذا العطر الذي أعدته هند بكل ما فيها من شعورٍ عذب وأرسلته إلى سيّان عربون وفاءٍ لا ينتهي. فقد صنعته ليشبه أحاسيسها وأسمته "ساج" اللفظ الفرنجي الذي أبدى ابن جذع اعجابه بمعناه في رسالته لها ويعني العقل والحكمة.