التعايش مع الفقد

كتبت هذا الكتاب في رحلتي للتعايش مع فقد والدي الحبيين، اللذين توفيا بفارق زمني قصير، رحمهما الله، ولم أكن أتخيل حياتي يوما بدونهما، حيث انقلبت حياتي رأسا على عقب، بعد أن توفيت والدتي بحادث، ثم مرض والدي، ولحق بها خلال أشهر، ومررت برحلة التعايش، ولربما لا زلت فيها؛ لإيجاد معنى جديد للحياة، والأعيش مرة أخرى بعد الفقد كنت أتمنى أن أجد مثل هذا الكتاب في رحلتي، وكتبته ليكون كالصاحب للقارئ في رحلة التعايش مع الفقد، ومما يزيد قيمة الكتاب كوني مختصة نفسية، وأيضًا لأنني عشت الموضوع حقيقة، بالإضافة لانطباق صفات الفقد المعقد على فقدي، وكتبته بعد قراءات مختصة، ومناقشة مختصين، وحضور محاضرات وتحليلات شخصية للواقع، وتوسعت في الموضوع خارج تجربتي ؛ لإفادة عدد أكبر.

وتهدف الكتاب للتوعية بالمراحل والمشاعر المصاحبة للفقد وطرق التعامل معها من خلال تجارب علمية وشخصية بدلا من كنت المشاعر، الذي قد يسبب اضطرابات نفسية أو جسدية، ويتطرق الكتاب لشيء من ثقافة المجتمع في التعامل مع الفقد، وكيفية التعامل معه، كما يصحح بعض الأفكار حول ذلك، ويقدم الكتاب - حسب رؤيتي - شيلا يشبه الإرشاد الجمعي عن بعد، كما يمكن الاستفادة منه في العلاج الذاتي بالقراءة، حيث يقدم إستراتيجيات، ويتضمن ملحقات يمكن الاستفادة منها في رحلة التعايش.

وهو لا يغني عن العلاج النفسي في حالة الحاجة لزيارة مختص، ويوجد بالخارج مختصون تخصصهم الدقيق علاج الفقد، ولا يوجد مثلهم - على حد علمي - لدينا كما يوجد في بعض البلدان مجموعات تطوعية دربت من مختصين على دعم الفاقدين نفسيا، فتاحين على مدار الساعة، وأتمنى أن يكون الكتاب بداية لوجود مثل هذه الخدمات لدينا لدعم الفاقدين.

عن المؤلف

نوال محمد الموسى

ماجستير في علم النفس .

. أخصائي نفسي تخصص إكلينيكي.

. خبرة في العلاج النفسي.

. عملت محاضرة في جامعة الملك سعود.

. مدرب معتمد.

X @almousa_na