الرجل الذي مات في خياله ، تأليف : عبد العزيز العيسى
42 ر.س
الحق عليه باقي 5 فقط - اطلبه الآن
ينـوس الـسّرد، في هـذه الكتابـات، بين المرجعي الواقعـي الـذي يصادفـه البـشر في حياتهم اليومية، مـن جهـة، والتخييلي البالغ حـد الإغـراب، مـن جهـة أخـرى. وقد جعلـت هـذه المراوحـة هويـة الشـخصيات وصورهـا، والأحـداث وإيقاعهـا، والأزمنة والأمكنـة متحولة باستمرار بـل مسـكونة بالمفاجأة. فالمتلقي لا يطمئـن إلى معنى حتى يظهـر مـعـنـى آخـر ولا يركـن إلى تأويـل حتى يغريـه آخـر. وهـذا مظهـر مـن مظاهـر التجريـب الـذي ينفتـح فـيـه الخـطـاب الـشـردي على اللامتوقع والممكـن والاحتمالي في آن معـا. فكأن الكتابة في حد ذاتهـا لا تخلـق لنفسها قانونا إلا لتخرقـه وتتجـاوزه ولا تعـود إلى الواقـع إلا لتعيـد بنـاءه وترتيبـه برؤيـة ذاتية تكشـف رغبـة صاحبهـا في إنشـاء عـوالم أخـرى ممكنـة مفارقة للمرجعي ولكنهـا تحـاوره وتنصـت إليـه.