عشرة أيام في عين قسيس الإنجيلي ، تأليف: رجاء البوعلي
46 ر.س
لم يكن أمرًا محسوبًا ولا متوقعًا ، أصبت بحمى شديدة من اليوم الأول، لست متأكدة من السبب لكني أعزو ذلك لثلاثة عوامل تعاونــت ضـدي : حزني أثناء السفر، الطقس البارد في البلدة، والصدمة الثقافية التي لم تكشف لأحد عن شخصيتي الاجتماعية المنفتحة والمتحدثة الطلقة؛ بل أظهرت شابة قليلة الكلام لدرجة الصمت لا أحد يسمع الأصوات الداخلية وهي تفترس رأسي منذ أن وطأت قدمي أرض هذا المكان، لقد احترقت كل أسفاري السابقة، وتلاشت مواقفي في الدراسة والعمل والسفر، كأني أول مرة أسافر وأرى أناسا مختلفين. إلا أن ذهني لم ينفك عن التفكير فيما أشعر به، كل ما يتلبسني من ارتباك عائد لفارق التأثير، فالسفر السياحي يختلف تماما عن السفر الثقافي الذي لا يتوانى عن صفع الجمجمة بالأفكار الغريبة والمغايرة أيا كانت ؛ ما يجعلني أبتلع صوتي في كثير من الأحيان. لقد أخذني هذا السفر خلال عشرة أيام لتجربة استثنائية وهي العيش المشترك الكامل، كنت مع كل مشهد غريب أبتسم خارجيًا وبداخلي استجلب مفاهيم التنوع الثقافي وأحاول أن أفهم، فهذه ثقافات متعددة جاءت من حول العالم، وأنا بينها كالمستكشف الذي تثيره الدهشة فيبحث عن طريقة لتفسيرها أملًا في فهمها والتصالح معها.