يفتتح سوسيكي، أحد رواد الرواية اليابانية، روايته بجملة حاسمة ودالة ومثيرة للفضول: «أنا قط، لكن ليس لي اسمٌ حتى الآن».
عجيب أن ترى العالم من وجهة نظر قط فهو يفهم ما يدور داخل منزل سيده وينتقد تصرفاته ويتمنى لو ينصحه لكنه يفضل الإلتزام بالصمت.. وهو يواجه متاعب لكونه قطا فقد يلهو به الأطفال و يمسكونه من ذيله وقد يعاقب لأنه أفسد سجادة..
ذلك القط مثقف له رأي لأنه يعيش في بيت أستاذ بينما القط الأسود جاره له شخصية حادة تشبه سيده الذي يجر العربات
ليس هناك شيء صعب الفهم مثل صعوبة فهم نفسية الانسان، فمثلًا أنا لا أعرف هل سيد المنزل الآن غاضب أو مسرور؟ هل يقرأ كتب الفلاسفة ليعرف طريق الوصول إلى الراحة النفسية؟ لا أستطيع أن أعرف هلا لا يعبأ بالدنيا أم إنه يريد أن يكون جزءًا منها؟ هل يفقد أعصابه بسبب أشياء تافهة؟ هل هو منعزل في عالم اخر غير عالمنا؟ نحن القطط نقوم بعمل كل شيء بوضوح، سواء كان المشي أو الوقوف أو الجلوس أو النوم. حتى التبول أو التبرز، فحياتنا مذكرات حقيقيةوواضحة لما نفعله ولسنا في حاجة إلى مذكرات تخفي وجوهنا الحقيقية. إذا كان لدي وقت فراغ لكتابة مذكرات فأنا أفضل استغلال ذلك الوقت في النوم في الشرفة.