«الرقة» رواية من الواقع الإنساني المعيش، تجمع بين روتين الحياة ومصادفاتها العجيبة بأسلوب روائي جميل.
تُعدّ رواية «الرقّة» للكاتب الفرنسي دافيد فينكينوس، من الروايات التي لاقت صدى كبيراً في أوروبا، فحصدت جوائز أدبية في فرنسا وفي أكثر من دولة أوروبية. وبعد ترجمتها إلى لغات عدّة،
يستخدم ديفيد فينكينوس تقنيات سرد متقدمة وخاصة، يظهر بعضها في الفصول القصيرة التي تمرّ مثل الجمل الاعتراضية، بين الأحداث، عارضاً فيها شيئاً ما، مثل كلمات أغنية عاطفية تذكرتها البطلة وكانت تغنيها مع حبيبها/ زوجها السابق، أو يستغلها في شكل غريب ومفاجئ ليقوم بعرض مكونات الوجبة التي طلبها العاشقان وهما جالسان في مطعم للمرة الأولى، وذلك عبر مشهد لا يخلو من اهتزاز المشاعر وتوتّر الأحداث، قاصداً من ذلك أن يضع القارئ في بؤرة الحدث وكأنه يجالس شخوص الرواية ويتذوق الوجبة نفسها ويردد الأغنية ذاتها معهم.
تدور القصة بين ناتالي، فتاة سويسرية بارعة الجمال، وفرانسوا، شاب تلتقيه صدفة في الشارع، فتقع في حبه وتتزوجه ويعيشان معاً سبع سنوات من الرغد. ينجح الزوجان الحبيبان في صناعة عالمهما الطوباوي الخاص، وينعمان بسعادة متصلة لا يقطعها أي ملمح من ملامح البؤس، حتى تنهار مدينتهما الفاضلة فجأة، وبصدفة أخرى، حين يموت فرانسوا في حادث سير.