يستوحي الروائي العالمي "جوزيه ساراماجو" رواية "مسيرة الفيل" من حقيقة مشهورة تاريخياً حديثاً فى القرن السادس عشر، عندما قام ملك البرتغال عام ١٥٦١ بإهداء صهر الإمبراطور "شارل كوبنت" أرشيدوق النمسا فيلاً ضخماً اسمه "سالمون"، فبدأ رحلة طويلة ماراً بأراض لم تطأها بعد بشر، ليظل "السلمون" هو البطل لهذه الرواية ويصير بمسيرته تلك رمزاً حياً ودالاً لأوروبا التي كانت فريسة للصراعات وانتشار التجارب التجريبية.
بدأت الخطوة الأولى لمسيرة الفيل الغريبة، التي ننوي حكايتها، من داخل القصر البرتغالي واتجهت صوب النمسا، وكان ذلك تقريبًا عند ساعة التوجه للسرير، رغم تعارض ذلك مع رأي من لا يعرف أهمية الغرف في حسن سير الإدارات العامة، سواء كانت غرفًا مقدسة أم علمانية أم غير منتظمة الشكل. يتحتم علينا أن ندوّن أنه ليس محض صدفة أن نستخدم هنا هذه الكلمة غير المحددة "تقريبًا"، إذ هكذا سنبقى معفيين، بأناقة ظاهرة، من الدخول في تفاصيل ذات طابع فيزيائي وفسيولوجي صلب بعض الشيء ومضحك في أغلب الوقت.