إن الفكر الديني للبشرية أسبق من الفكر الفلسفي فإن السؤال عن العلو أقدم من الفلسفة. وكلما شعرنا بذواتنا كلما ازداد إحساسنا بالواقع الذي يتفوق على الذات ويعلو عليها. ومؤلف هذا الكتاب يتغلغل في كل شىء إلى أعماقه ليصل إلى العلو فوق كل شىء على الإطلاق.
القانون الأول الذي وضعه شتروفه لفهم العلو هو العلو عن كل شيء، وليس علوًا فقط لأنه بهذه الصيغة سيصبح محددًا، بل علوًا على الإطلاق.
لعلها الفكرة بسيطة، لكن تقع في ورطة فيما بعد عندما تكتشف أن حتى فكرتك عن العلو ضيقة ومحدودة. فعند ذكره للعلو تصورت العلو بمعناه التجاوز، الارتقاء، ولكن يظل التجاوز محدود وجزئي، لأن تفكيري لم يخرج من دائرة الحسي في حين العلو الذي يسمو إليه هو علو حتى على “الأنا”.
العلو الحقيقي يستحوذ على أحاسيسك ويغيرك نحو مستوى جديد.