مدينة من بُخار هي امتدادٌ للعالم الأدبي الذي دارت "مقبرة الكتب المنسية" في فلكه، سواء من حيث تطور جوانب مجهولة لبعض الشخصيات، أم من حيث التعمُّق في تاريخ بناء المكتبة الأسطورية، ومن حيث أن الموضوعات والدوافع وأجواء هذه القصص مألوفة لدى قراء الملحمة. أصبحت فور ترجمتها من أكثر قصص قصيرة عالمية مبيعًا وانتشارًا بين القراء.
صدرت مدينة من بخار عن منشورات الجمل بترجمة بديعة لـ معاوية عبد المجيد الذي سبق وأن ترجم رباعية كارلوس زافون الشهيرة.
نبذة عن كتاب مدينة من بخار
كُتّابٌ ملاعين، معماريون حالمون، هويات مُنتحلة، أبنية عجائبية، سلاسةٌ في الوصف شديدةُ الإغراء، براعةٌ في نسج الحوار، ولا سيما الوعد الذي تقطعه الحكاية، والقصة، وفعل السرد بحد ذاته، باصطحابنا إلى عالم جديد ومذهل.
هي مجموعة قصصية تقدم عينة من مهارة كارلوس رويث ثافون في بناء أدب متميز ومتفرد، نرى فيه ملامح رواية النشوء، ورواية الإثارة، والرواية التاريخية، والقوطية، والرومانسية، من دون أن تغيب عنها لمسته الفنية المبهرة لنموذج الحكاية داخل الحكاية.
اقتباسات مدينة من بخار
كان يدرك أن الحياة إن لم تكن حلماً فهي تمثيليةٌ على الأقل، حيث يتكدس عبثُ الحكايةِ الموجعُ خلف الكواليس دائما، ولأنه لا وجود لثأرٍ بين السماء والأرض أكبر وأجدى من نحت الجمال والبراعة على وقع الكلمات بغيةَ اكتشاف معنى الأشياء في لا معناها.
لطالما حسدتُ بعض الأشخاص الذين يتمتعون بالقدرة على النسيان، ويرون أن الماضي ما هو إلّا تبدُّل الفصول، أو حذاء قديم يكفي أن يُزَجَّ به في قعر الخزانة لجعله عاجزاً عن استئناف الخطوات الضائعة.
على المرء أن يمشي ما دامت لديه ساقان ، وأن يتكلم ما دام لديه صوت ، وأن يحلم ما دام يحتفظ بالبراءة.
نحن لا نخون من يسعى إلى إغراقنا، إنما مَن يمدّ يده لإنقاذنا، ربما لا لشيء سوى لإنكار ما يتعين علينا من امتنانٍ تجاهه.