في رواية قابيل يعيد الكاتب البرتغال جوزيه ساراماغو إلى الأذهان قصة الخلق الأولى، فيخرج بها خروجاً كبيراً عن إطارها العام في الكتب المقدسة، ويقوم بإعادة رسمها وتشكيلها من جديد على وفق الصورة التي يريد تقديمها للقارئ، وكأنه يحاول اقتراح زمن روائي بديل عن الحقيقي يكسر به الثوابت المقدسة.
ويبرز ذلك بوضوح في وصف الروائي للكتاب المقدس في المسيحية بأنه "دليل للعادات السيئة"، وقال عن البابا بنديكيت السادس عشر بأنه "يتحدث باسم الرب لتعزيز توجهات القرون الوسطى".
صدرت رواية قابيل بترجمة علي عبد الأمير صالح عن منشورات الجمل ضمن روايات مترجمة متميزة تضم باقي أعمال ساراماغو.
نبذة عن كتاب قابيل
يا لتعاستك يا حواء، بداية سيئة تبدئين، ومصيرًا حزينًا ستلقين، كان عليك أن تفكري في الأمر قبل الإقدام عليه، أما أنت يا آدم، فالأرض ملعونة بسببك.
وعلى الرغم من كل شيء، فإن هذا الإنسان المطارد الهائم على وجهه، الملاحق بخطواته نفسها، هذا الملعون، قاتل الأخ، كانت لديه مبادئ طيبة لا تتوافر إلا لقليلين.
بعد خمسين سنة ويوم واحد من تلك المداخلة الجراحية الموفقة التي بدأت معها حقبة جديدة من جمالية الجسد البشري تحت الشعار المتساهل بأن كل شيء فيه قابل للتحسين، وقعت الكارثة.