- الرئيسية
- الطريق - فاسيلي غروسمان

الطريق - فاسيلي غروسمان
45 ر.س
الحق عليه باقي 1 فقط - اطلبه الآن
"تمتد على طول نهر بووك الغربي، وإلى الشرق من وارسو، رمال ومستنقعات وخضرة كثيفة وغابات نفضية، هذه الأماكن مهجورة وكئيبة ولا يوجد فيها سوى بضعة قري، والمسافرون يحاولون تجنب الطرق الضيقة، حيث يصعب المشيء فيها، وحيث تغرق عجلات العربات إلى محورها في الرمال العميقة
هناء على الطريق الفرعي المؤدي إلى سیدلس، تقع محطة تريبلينكا النائية، على بعد ستين كيلو متر تقريبا من وارسو، وليست بعيدة عن محطة تقاطع مالكينيا التي تتلاقى فيها خطوط وارسو، بیالستوك، سیدلس، دومزا، ربما كان الكثير من هؤلاء الذين جلبوا إلى تریبلینکا عام 1942 سببا العبور هذا الطريق في أوقات سليمة.
التحديق متقطع إلى المنظر الطبيعي المحل - صنوبر، رمال والمزيد من الصنوبر، تبات الخلنج، شجيرات جافة، مباني المحطة الكئيبة، وتقاطع المسارات - ربما يحدق الركاب الضجرون للحظة على خط مسار واحد يمتد من المحطة إلى منتصف غابة الصنوبر الكثيفة.
هذه السكة تؤدي إلى المحجر حيث يتم إستخراج الحصى لمشاريع البناء الصناعية والبلدية، يبعد المحجر حوالي أربعة كيلو متر عن المحطة حيث يقع على إبتداء البرية محاطة بكل جوانبه بغابة الصنوبر.. هذه البرية البائسة كانت هي المكان الذي اختارته بعض السلطات ووافق عليه هتلر مسؤول الأمن القومي في الرايخ الثالث وذلك لبناء مكان للإعدام، مکان لم تر البشرية مثله أبدا منذ زمن الهمجية البدائي إلى أيامنا الحاضرة القاسية، مكانة للجلادين ربما الكون كله لم ير مثله قط.
هذا هو موقع القتل الرئيسي لقوات الأمن الخاصة النازية، والذي تجاوز في وحشيته معسكرات سوبيرو، ومايدانيك روبلزك، وأوشفيتز، ضمت تریبلینکا معسکران: تریبلینکا واحد، وهو معسكر للعقوبات يضم مساجين من جنسيات مختلفة وخاصة البولنديون، وتریبلینگا اثنين وهو معسكر اليهود.
غزي هتلر الإتحاد السوفياتي في الساعات الأولى من الثاني والعشرين من يونيو 1914، كان ستالين قد رفض أن يصدق ما أخبره به أكثر من ثمانين مخبرا عن نوايا هتلر، لذا أخذت القوات السوفياتية على حين غرة، ومرت أكثر من ألفي طائرة سوفياتية خلال أربع وعشرين ساعة، حاصر الألمان الجيوش السوفياتية بأكملها أكثر من مرة، بحلول نهاية العام كانت قوات الرايخ الثالث النازية قد وصلت مشارف موسكو وقتلت واعتقلت أكثر من ثلاثة ملايين جندي سوفياتي يبدو أن غروسمان كان مكتئبة قبل غزو الألمان... لكنه مع هذا إضافة لضعف بصره إلا أنه تطوع للخدمة في صفوف الجيش، تم تعيينه بدلا من ذلك في صحيفة الجيش الأحمر "جريدة النجمة الحمراء" وسرعان ما أصبح واحدة من أشهر مراسلي الحرب السوفياتية، وقد أدهش الجميع بشجاعته، ومثابرته، وقوة تحمله البدنية، وقدرته على التصويب بمهارة.
وتأتي قصة غروسمان هذه "جحيم تریبلنکا" ضمن مجموعة غروسمان التي تروي عن تلك المرحلة التاريخية السوفييتية، والتي تم إدراجها في القسم الثاني في هذا الكتاب الذي يضم أقسامة خمسة، في كل قسم مجموعة من قصص فاسيلي غروسمان تأخذ طابعة مغايرة، تبدأ هذه المرحلة التي يتحدث عنها هذا القسم وهو الثاني مع شعور غروسمان - بعد الغزو الثازی - بتجديد إلتزامه للقضية السوفياتية وتنتهي في أوائل الخمسينات حيث انفصل غروسمان عن هذه القضية نهائية، وقد ضم هذا القسم أعمال غروسمان القصية التالية: (الحرب المحرقة، الرجل الحسن، المعلم العجوز، جحيم تریبلینکا، عذراء سيستين).
ومن ناحية ثانية، فإن غروسمان كان يكتب بشكل أفضل في كل عقد، وتعتبر قصصه الأخيرة من أعظم ما كتب، من العشرين قصة تقريبة التي كتبها في الثلاثينات تم إختيار قصة واحدة كانت قد نشرت في وقتها وهي قصته (في بلدة بيرديتشن) التي تدور أحداثها أثناء الحرب السوفيتية البولندية (فبراير 1919 حتى مارس 1921)
بالإضافة إلى ذلك ضم هذا القسم (الأول) قصتان نشرتا لأول مرة في الستينات وهما (قصة حياة بسيطة) وقصة الشابة والسيدة العجوز، وضم القسم الثالث القصص التالية: (الإلكة)، (ماما)، (مساحة للعيش)، (الطريق)، الكلبة المرقطة)، (في مدينة كيسلو فورسك)، وضم القسم الرابع (ثلاثة رسائل) ضمن قسمين الرسائل التي تلقاها من أمه ورده عليها، ثم الثلاثة الرسائل الوداعية التي تخمن أن يتلاقاها من والدته، بل أنه رد عليها، وضم القسم الخامس قصة (الراحة الأبدية، ج) التي تعد تأم في المقابر وفي العلاقة بين الأحياء والأموات وحيث يدور أكثر الجزء الأول حول المعارك التي يقتل الناس فيها من أجل أن يرتب لدفن أحد أفراد أسرته في مقبرة مدينة
من المفارقات، على ضوء فهم غروسمان الحساس للمشاعر التي تثيرها هذه المعارك، حيث كان هناك خلاف حاد حول المكان الذي رغب غروسمان نفسه أن يدفن فيه."
مكتبة موكسا هي منصة سعودية متخصصة في إثراء العالم العربي بالكتب الهادفة والمميزة أين ما كانوا.