

تشيخوف، قصص ومسرحيات -أنطون تشيخوف
70 ر.س
"إن تشيخوف لم يكن ثائر ولم يدغ إلى الثورة ولم يصارع السلطة القيصرية، لكن جميع أعماله تشكل إحتجاجا على أوضاع المجتمع وسياسة السلطة. كما أنها تكشف تألمه من الوضع البائس للطبقات الفقيرة وإذلال الإنسان وسلبه أبسط حقوقه وغياب العدالة الإجتماعية، وقد دفعه تعاطفه مع أبناء جلدته هذا إلى السفر في رحلة طويلة عبر سيبيريا أتفق بعدها كتابه "جزيرة ساخالين" التي روي فيها ما شاهده من أحوال المنفيين والسجناء، أي الناس المنسيين في جزيرة ساخالين في الشرق الأقصى لجذب إهتمام المجتمع والسلطات بهم، وشد الرحال إلى تلك المنطقة النائية بالرغم من مرضه بعد إصابته بالسل. إن التعاطف مع البؤساء والمحرومين من الناس صفة ملازمة لغالبية كتاب روسيا، وربما إن هذا ما يجعل بعض النقاد في الغرب يتحدثون عن "أدلجة" الأدب الروسي وخضوعه إلى فكرة أو أيديولوجية ما، والحق أن هذا لا علاقة له بالأيديولوجية التي تتغير في روسيا مع تغير الأنظمة السياسية. إن هذا الأمر يكمن في روح الكاتب الروسي وفلسفته الحياتية المتجسدة سواء في "معطف" غوغول أم "البعث" و"آنا کارینینا" لتولستوي أم "بيت الموتی" لدوستويفسكي. وقد كتب الأخير يقول: "إنني أعتقد بأن الشيء الرئيس والجذري هو أن الشعب الروسي يعاني روحي من الحاجة إلى التألم، الدائم والعميق، في كل مكان وفي كل شيء بسبب أوضاع المجتمع، ويبدو أن هذا التعطش إلى الألم قد غرس فيه منذ غابر الأزمان، ويجد الشعب الروسي حتما، حتى في السعادة، شيئا من الألم، وإلا لن تغدو بدونه سعادته كاملة". إن أقوال دوستويفسكي هذه إن دلت على أمر فإنما تدل على صفات الشعب الروسي النابعة من الأوضاع القاسية والسلطة الباغية وبقايا العلاقات "الآسيوية" الموروثة عن فترة قرنين من سيطرة المغول التتار على الأراضي الروسية والتي تركت آثارها في المجتمع الروسي."
مكتبة موكسا هي منصة سعودية متخصصة في إثراء العالم العربي بالكتب الهادفة والمميزة أين ما كانوا.