ما أجمل الهدوء هنا .. كل شيء يبدو منظماً ..
هو ليس هنا ليطلب منها وجبة سمك مفاجئة على العشاء الليلة .
و الأولاد ليسوا هنا ليمعنوا في إزعاجها بقصصهم السخيفة وشجاراتهم المتكررة على شيء حيناً وعلى لا شيء أحياناً ..
لن يتصلوا بها من العمل ليكلفوها بكتابة تقرير مستعجل عن أعمال المؤسسة في الشهور الستة الأخيرة .
ستحلق في فضاءات ما كانت لتبلغها وهي وسط تلك الدوامة
لا شيء سيحد من انطلاق فكرها ، تستطيع أن تكتب عن الموت و الحياة والروح و الجسد والحلم و الحقيقة ..
سوف تكتب كثيراً .. فماذا سيمنع مدادها من أن يسيل بفكرها فيسجل كل واردة وشاردة من خواطرها المتلاحقة ..
فكثيرة كثيرة هي الخواطر التي هربت قبل أن تستل قلمها و تصطادها .
أمسكت بيدها يراعها ، وورقة بيضاء ..
مكثت ساعة لم تكتب فيها شيئاً ... جمد القلم و جف المداد ... و بقيت الخواطر تطوف حولها حرة
و بقيت الورقة بيضاء ...!!
144 صفحة
إصدار 1432 (2011م)