أنت تقف الآن على عتبة بداية الجزء الثالث من سلسلة " يمين أعسر "، توقَّف لوهلة أرجوك، اقرأ كلامي هذا قبل أن تفعل، كُتِبت هذه الكلمات قبل بداية نشري للقسم الثالث إلكترونيًا في سنتي الخامسة عشرة، شهر فبراير، عام ألفين وسبعة عشر، - مع بعض التعديلات على سياق النص - ولم أشأ أن أتخلى عنها، فالكلمات تبدو حقيقة أكثر، كُلَّما ازداد عُمرها قِدمًا:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولًا، وقبل بداية قسمنا الثالث، أرغب أن أشرح لكم ماذا يعني هذا القسم لي؟ أي من المشاعر احتوى؟
احتوى هذا القسم على مجموعة من الدفعات المعنوية - بقدر الاحباطات التي لاحقتني اثناء كتابته - لكنه كان بالضبط كمقياس النبض، يهبط ويرتفع، يهبط ويرتفع، ولذا فإنني أقول أنني أحب هذا القسم، من كل قلبي، لقد مدَّتني كلماتي بالقوة حين ضعفي، واختبرت غالب شعور الشخصيات في القسم بشكل مباشر وشخصي، لزَم علي أن أُعمِل عقلي في أكثر لحظات حياتي حُلكَة، وأسجل المعلومات، أختبر ملوحة دموعهم والعناء، شعرت بالغربة لاختلاف أفكاري، شعرت بالخواء، كنت أكتب بعض الكلمات ضاحكة في سِري: أجهل من أين تستطيعين اختلاق الحكم والجُمل يا ليان، لكن هكذا هي القصص، حكم مهترئة، وهراء أكثر اهتراءً!
لا أمزح! هكذا كنت أفكر - بسلبية - لليالي وأيام طويلة أثناء كتابتي لبعض الفصول، لكنني كنت أكمل أحيانًا: (وما المانع؟ ربما تدفع هذه الحكم بأي شخص يصدق قد يصدق الحياة ووجهها المبتهج، وهكذا أكون قد ساعدت شخصًا لا أعرفه، وتدفع هذه الكلمات بشخص آخر إلى الأمام.)
لكن هذه الكلمات مؤخرًا بصقت في وجهي وولت هاربة، وجه الحياة المبتهج؟ لقد آمنت بكلماتي في لحظاتي اليائسة، وكلماتي التي كانت يومًا كاذبة أضحت أكثر صدقًا وساعدتني في السير خطوة خطوة للأمام كالطفل الرضيع.
ولذا، فإنني أقدم لكم هذا القسم - لا على طبق من ذهب، ولا بابتسامة بشوشة سعيدة - بل بحطام خشبي وروح مخدوشة تأمل أن تدفعكم إلى الأمام بفتات التجارب هذا كما دُفِعت.