

عذبي ؛ سعود بن سعد
28.75 ر.س
متوفر حالياً نسخة إلكترونية عبر كندل أمازون
تبحر رواية "عذبي" بالقارئ فوق كثبان الرمل الساخن، ليسير على أثرها تجذبه أحداث عايشتها أجيال ثلاثة؛ الجد، والابن، والحفيد، في متن حكائي يشبه في أسطرته أسطورة الصحراء نفسها، ويشبه في قوته حياة ساكنيها، وينجذب القارئ لجماليات السرد وروعة أسلوبه الذي طعمه الكاتب سعود بن سعد بفواصل من تاريخ الخليج العربي في محطتين هما الأهم في هذا التاريخ؛ ما قبل النفط وما بعده. وفي ما يشبه إسقاط للحدود بين عالم الرواية والواقع، وبين داخل النص وخارجه، ينتقل القارئ بخفة ما بين سطور الرواية وما بين أحداث التاريخ وكأنه يتأرجح بمتعة بين عالمين متباعدين في بعض مفاصلهما ومتقاربين في مفاصل أخرى.
رواية "رومانسية"
نقد أدبي مختصر:
استطاع الكاتب أن يشيِّد بناء تخييليًّا يعتمد في الأساس على تقنية "المخطوط" ليقدم حكاية من حكايات الصحراء الأسطورية، تتلاحم في مضمونها مع حكاية بطلها المُحِبّ المهاجر "عذبي".
تحفل الرواية بمظاهر للتجديد التقني، وتتمثل في:
1. تأسيس المتخيَّل السردي على تقنية المخطوط.
2. خلق الأسطورة وذلك بما يُعرف بـ "أسطرة الشخصية"، التي تأخذ في أكثر من موقف أبعادًا غير بشرية، وقد نجح في هذا الخلق الأسطوري باعتماده على تصوير حالة حميمية بين "بنيان" و"الصحراء".
3. التوظيف الجيِّد لعتبات النص، وذلك في العبارات التقديمية للفصول، التي جاءت شفافة ومتلاحمة مع المضامين الحكائية؛ ولاسيما ما يتعلق بالصحراء.
4. الابتكار التقني في المقدِّمة التأسيسة للرواية "ما يشبه الدخول في الحكاية" وكذلك الخاتمة "ما يشبه الدخول إلى حكاية أخرى"؛ فهما بمثابة العتبات أيضًا، وقد استطاع الكاتب بهما تمرير الحكاية الرئيسة التي تضمنتها المخطوطة، دون أن تبدو مقحمة على البناء أو نغمًا ناشزًا.
5. استعاض الكاتب في بناء زمن الرواية عن الاسترجاع التقليدي بما عنون له بـ "ما تناقلوه عن حمدة" التي كان يرتد فيها إلى الحكاية الموازية لحكاية بنيان مع نبهان؛ فعن طريق هذا التوجُّه المبتكَر تمكَّن من بناء "المفارقات الزمنية" بين زمن الحكايتين، دون اللجوء إلى الاسترجاعات بأنواعها، أو اللجوء إلى القطع المتوازي بين الحكايتين المختلفتين في زمن قصِّهما.
6. التعالق النصي بين حكاية "ميلينا وكافكا" وحكاية "عذبي وفاطمة"، وهو تعالق أحسن الكاتبُ إدارَته.
لغة الرواية لغة أدبية راقية، وحبكتُها محكمة، والصنعة الروائية ناضحة؛ فتجلت القدرة على تطوير السرد، وعلى خلق صراع نفسي داخل شخصياته.
تعد الرواية واعدة بفضائها المتميز؛ وهو الفضاء الصحراوي؛ فهي مما يُعرَف بـ "سرد الصحراء"، فقد بدأت الرواية مبشِّرة بملحمة عن الصحراء؛ فهي على درب كتابات مهمة لإبراهيم الكوني، وعبدالرحمن منيف، وبهاء طاهر، وغيرها من الأعمال الروائية المهمة.
157 صفحة
المقاس: 14.5*21.5
طبعة 1441 (2020م).
إصدار 1444 (2022م)
روايات وقصص لجميع الفئات العمرية