لقد كنا نبحث طوال أسبوعين عن شقة جديدة؛ لأن مكاننا الحالي أصبح قديماً وعقد إيجارنا على وشك الانتهاء. اطلعنا على القائمة تلو القائمة وشاهدنا بضعة بيوت مفتوحة، وأخيراً لم يعد بإمكاني تحمل الأمر أكثر. لا أحد يستطيع اتخاذ قرار بشأن أي شيء. لم يكن الأمر أننا كنا بحاجة ماسة إلى مسكن لهذه الدرجة، ولكنني شعرت بالإحباط، واستحوذ نفاد صبري على عقلي، ولذلك أخذت على عاتقي تسريع العملية واتخاذ القرار.
في النهاية عندما حصرنا اختيارناعلى شقتين، أصررت على واحدة من الشقتين، واتفق الجميع عليها وأخذوا بتوصيتي، حتى يتمكنوا من العودة إلى حياتهم المزدحمة.
للوهلة الأولى، يبدو الأمر وكأنه قصة عن حسم زمام الأمور وتوليها، لكن الأمر عكس ذلك تماماً. أحد رفقاء السكن كان لديه كلب -شيواوا صغير اسمه بانانا–وكان بمنزلة تميمة الحظ في شقتنا. كل شقة أخرى ألقيت عليها نظرة كانت لا تمانع وجود الكلاب، ولكن الشقة التي اخترتها كانت تمانع ذلك. لقد أغفلت عن هذا العامل الحاسم في حرصي على الانتهاء من هذه العملية. فكرنا في إدخاله إلى المبنى وإخراجه خفيةً مدة سنة، ولكن قررنا أنه ليس من مصلحتنا.
ما حدث في النهاية هو أنني اعترفت لمالك العقار المستقبلي، وكان علينا دفع 100 دولار إضافية شهرياً. عندما أقول "نحن" أعني "أنا"؛ لأنني دفعت الفاتورة لكونها خطئي وحدي فقط.
من واحة الأحساء وعمق تاريخ باسقات نخيلها؛ حيث الأدب والشعر والحضارة؛ تلتقيكم مكتوب للنشر بما تنتقيه من الكتب لتحتضنها أكفكم، نسعى لدعم الأفكار والمحتوى الإبداعي في كافة المجالات الأدبية والفكرية..