الرواية محكمة البناء، ورغم أنها قصيرة لا تتجاوز 151 صفحة من القطع المتوسط إلا أنها ثرية بالأحداث والتفاصيل الدقيقة عن الحرب على الكويت، وعن حالة الجيش العراقي وحالة الأسر في معسكرات الأمريكان ولدى السعوديين. الحكي واقعي مستمد من معايشة لكل تلك التفاصيل في الحياة الحقيقة وهو أقرب إلى السيرة الذاتية.
الضياع في صحراء الحرب وفي انكسار الذات..
الرواية تعد تسجيلا روائيا لما جرى للجنود العراقيين في الحرب على الكويت، بعد أن كانت العراق كدولة مستنزفة وخارجة من حرب دامت ثماني سنوات مع إيران، والشعب بأفراده شباب وشيوخ منهكين ويتنفسون الصعداء بعد انتهاء الحرب، إلا أن النظام الحاكم لم يترك فرصة للناس ليرتاحوا من معاناة الحرب حتى شرع في غزو الكويت، وعاد الشباب الذين كانوا قد سرحوا من الجيش إليه مرة أخرى، ويرصد البطل كيف أن الجيش العراقي في ذلك الوقت كان يدار من قبل بعض الفاسدين الطغاة الذين يستأثرون بالطعام والمشروبات وكل مظاهر الترفيه لهم، ويتركون الجنود في فقر مدقع لا يوفرون لهم أبسط الحقوق الأساسية من وجبات طعام مناسب وملابس ومياه، يحشرونهم في ملاجئ باردة وسيئة حتى تلتصق أجسادهم ببعضها البعض، ويرحلونهم إلى مواقع القتال دون أن يهيئون لهم أبسط الحاجات الضرورية لأي إنسان من طعام وشراب وملابس.
من واحة الأحساء وعمق تاريخ باسقات نخيلها؛ حيث الأدب والشعر والحضارة؛ تلتقيكم مكتوب للنشر بما تنتقيه من الكتب لتحتضنها أكفكم، نسعى لدعم الأفكار والمحتوى الإبداعي في كافة المجالات الأدبية والفكرية..